قطعت جهيزة

يجبُ ألاَّ نفترض حسن النوايا في الحوادث الإجراميَّة التي تستهدفُ سمعة ومكانة ووضع المسلمين في العالم، وآخرها قصة عمر متين.
أخلاقيَّات عمر متين، التي كشفتها الصحافة الأمريكيَّة، والقنوات الإخباريَّة هناك، لا تنمُّ عن شخصيَّة تُجرِّم الأفعال الخبيثة، بل هو كان أوَّل مَن يتعاطاها بإفادة الذين كانوا يُعاشرونه، وكان هو نفسه مِن مرتادي الملهى الليلي الذي قصفه بالرشاش، وهو نفسه، مِن أكثر المدمنين على الخمور، ولا أحدَ يعرف أيَّة دوافع دينيَّة، زيَّنت له قتل كل هؤلاء الناس، دفعةً واحدةً، سوى الهوس، الذي استغلّ للتأجيج ضد المسلمين.
مؤخَّرًا، أثارت تصريحات رئيس وكالة المخابرات الأمريكيَّة عنه، ردود فعل عجيبة، فقد نفى علاقة عمر متين بداعش، لا لمصلحة شخصيَّة، ولكن ليُوضِّح لمجلس النواب، وللرأي العام الأمريكيّ أن داعش لم تصل للولايات المتحدة، وأن الفكر المتطرِّف هو فكر مريض، يمكن أن يصدر من داعش ومن غيرها، لكل قاتل مهووس بالقتل، ليتباهى بذكوريَّته، أو لينفِّس عن بعض همومه بفكر داعشي.
تصريحات جون برينان، وضعت المُرشَّح الجمهوريّ، دونالد ترامب في ورطة، فقد كان يتوقَّع أن يزيد الهجوم من شعبيَّته، ولكن لم يحصل أيّ تبدُّل في رأي الناخب الأمريكيّ، وجاءت تصريحات رئيس المخابرات الأخيرة، لتُعيد الحادثة إلى حجمها الطبيعيّ، بدون ربطها مع التنظيمات الإرهابيَّة الخارجيَّة، وأنَّها بالنقيض عمَّا حصل في تفجيرات باريس وبروكسل ذات الصلة المؤكَّدة بالقاعدة.
القيادة_نتائج_لا_تصريحات
اجتَمَع قومٌ يَتَشاوَرونَ في صُلحٍ بَينَ حَيَّينِ، قَتلَ أحدُهُما مِن الآخَر قتيلاً، ويحاولُون إقناعَهم بِقَبولِ الدِّيةِ، وبينما هُم في ذلك جاءَت جهيزة فَقَالت: إنَّ القاتلَ قَدْ ظَفِرَ بهِ بعضُ أولياءِ المقتولِ وقتلُوه! فَقَالوا عندَ ذلك: قَطَعَتْ جهِيزةُ قولَ كلِّ خَطيبٍ، وقول جون برينان ينطبقُ عليه هذا المثل.