بريطانيا تركب رأسها

الأسبوع الماضي كتبت هنا أن بريطانيا لن تعود عن «بركزت»، ولا عن نتائج الاستفتاء بخروجها من الاتحاد الأوروبي، لأن الإلغاء يسبب انهيار النظام الديمقراطي من أساسه، ويفتح الباب على مصراعيه لنقض كل قرارات التصويت لاحقاً.
اليوم أعلنت الحكومة البريطانية رفضها وثيقة اعتراض موقعة من 4.1 مليون مواطن، بإعادة التصويت مرة أخرى على «بركزت»، على الرغم أن قوانين البرلمان البريطاني تسمح بالنظر في الوثائق المقدمة إليها إذا تجاوز عدد الموقعين 100 ألف، الا أن الحكومة قالت في أسباب الرفض أن القرار شارك فيه 33 مليون ناخب بريطاني، بما يتجاوز مقدمي الاعتراض.
من جانب آخر، أبرزت الصحف البريطانية تسوية الطلاق الأكبر في تاريخ القضاء البريطاني التي حصلت عليها كريستيان استرادا بقيمة 100 مليون دولار، من طليقها الثري السعودي، والتي تؤكد نزاهة القضاء البريطاني، بعد سنتين من النزاع خصوصاً أن زوجها لديه حصانة دبلوماسية لكنها أسقطت عنه في سبيل تمهيد الطريق لهذه التسوية الأكبر حسب سجلات الطلاق هناك.
هذه ليست أكبر تسوية في العالم، بل هناك تسوية، هي الأكبر في التاريخ، وصلت بالمليارات، فقد كانت التسوية للملياردير الروسي ديمتري رايبلفوف، قد وصلت مع طليقته إلينا الى 4.5 مليار دولار بعد معركة حامية في المحاكم السويسرية استغرقت 6 سنوات.
التسويات المالية للطلاق، ليس متعارفاً عليها في قضائنا بل يكتفي القاضي بنفقة الأطفال، وهو أمر يستحق النظر فيه حاليا، ليس تقليداً للغرب، وليس مخالفة للشرع الإسلامي، بقدر ماهو قانون يحفظ كرامة المرأة بعد طلاقها بدون مبالغة ولكن ليضمن لها الحياة الكريمة كما كانت تعيش سابقاً.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
يقول الفيلسوف البريطاني الن واتس: كمية القلق مهما كانت كبيرة لن تغير من شيء سوف يحدث.