عيد بأي حال عدت ياعيد .. لازلنا نكرر هذا القول همساً وعلناً ، نعتب على العيد ما أصبنا به أنفسنا .. احتفلنا بالعيد والتفجيرات تحصد أرواح المسلمين في مختلف أرجاء عالمنا .. ابتهجنا بحلول العيد بينما لازال الفكر المتخلف الداعشي الدموي جاثماً في عقول ونفوس العديد من أبناء عالمنا الافتراضي الذي بنيناه لأنفسنا مدعين أننا الأفضل وأن لنا من الخصوصية ما تسمح لأفكارنا أن تشطح الى حد الاعتقاد أننا الوحيدون على حق وغيرنا على ضلال .
الحرائق انتشرت في عالمنا العربي ، ولا إطفائية متوفرة لإطفائها .. احترق العراق وانقسم أهله على أنفسهم .. أشعلها الأميركيون والأوربيون في ليبيا وبعد تفاقم حريقها اعتذروا بانشغالهم عن إطفائها .. فجَّرها نظام الأسد في سوريا وقتل مئات الآلاف من أبنائها وهجَّر ملايين السوريين في الداخل والخارج ولازال .. وأشعل الحوثيون فتيلها في اليمن وتحالفوا مع شيطان اليمن الأكبر علي عبد الله صالح ورفضوا إتاحة الفرصة للإطفائيين الخليجيين أن يطفئوها .. وانطلق المتخلفون عقلياً من أمثال حركة الشباب وغيرها في تفجير الصومال والمحافظة على إبقاء حرائقها قائمة .. ولم يكتف الإخوان المسلمون بإحداث الانقسام في مصر خلال فترة حكمهم القصيرة الملتهبة بل تحولوا لممارسة الإرهاب ضد مصر وأهلها ، ولم يكتفوا بما يقومون به من إشعال الحرائق في الدول المنهارة الأخرى .
احتفلنا بالعيد قائلين لبعضنا « كل عام وأنتم بخير « وكأننا أناس آليون ( روبوتات) تردد ما تم تلقينه لها ، غير آبهين أو متنبهين الى أن الأعوام الأخيرة تمر على الكثير من شعوبنا العربية والإسلامية وهم ليسوا بخير .. ليتنا أدخلنا تعديلاً على هذه الجملة غير المناسبة وتفضل علينا دعاتنا بجملة تحمل معنى مفيداً ودعاءً حقيقياً .. فنحن المسلمين لسنا بخير ولا نتوقع أن يأتي العيد القادم ، الذي يسبقه عيد الأضحى الذي يحاول النظام الإيراني تحويله لمأساة أخرى في وجه موقف سعودي حازم وقوي يرفض ذلك وسيتأكد من أنه لن يحدث ، لا نتوقع أن يأتي العيد القادم على الشعوب الإسلامية وهي بخير .. والسبب ببساطة أنه لا يوجد برنامج ، ولا خطة ، ولا إستراتيجية وبالطبع لا إجماع لحكام هذه الشعوب للسعى لدرء الحرائق المتوقعة وإطفاء القائمة .
عجبي من الإيرانيين .. ألا يلاحظون أن نظامهم له يد في كل الحرائق بالمنطقة .. العراق ، سوريا ، لبنان ، اليمن ، ليبيا ، مصر ، البحرين ، أفغانستان ، باكستان ، بنجلاديش ، وغيرها .. ألا يعلمون أن النار عندما تشب فإنها تنتشر ، وإذا ما انتشرت بدون إطفائها فإنها تتمدد ، وأن الموقع المنطقى الذي ستتمدد إليه هو إيران ، وأن أميركا وأوربا التي تقوم الآن بتسهيل إشعال إيران للحرائق ستكون قريباً في مقدمة الذين سيساعدون على إشعال الحرائق داخل إيران نفسها .. عجبي عندما تعمى البصيرة ، يعمى البصر ، ويضيع المنطق وتتحكم الغرائز الحيوانية ، وهذا هو الأمر الذي يسود عالمنا الإسلامي اليوم .
مطلوب وقفة لمجموع من الدول الإسلامية ، وبصورة رئيسية العربية ، وعلى رأسها السعودية ومصر بالإضافة الى تركيا والباكستان ، تصنع وإن كان على عجل ، برنامج إطفائية توقف انتشار الحرائق ومن ثم إطفاؤها واحدة بعد الأخرى .. هذا مطلوب ولكن هل يحدث ؟
أوقفوا انتشار الحرائق.. العرب ليسوا بخير
تاريخ النشر: 12 يوليو 2016 01:15 KSA
عيد بأي حال عدت ياعيد .. لازلنا نكرر هذا القول همساً وعلناً ، نعتب على العيد ما أصبنا به أنفسنا .. احتفلنا بالعيد والتفجيرات تحصد أرواح المسلمين في مختلف أرجاء عالمنا ..
A A