Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فشل الانقلاب!؟

* لوهلةٍ من الزمنِ وقفَ العالمُ على رِجْليه
يتابعُ بدهشةٍ وحذرٍ
محاولةَ الانقلابِ العسكريِّ في تركيا
فتركيا دولةٌ كُبرى في حلفِ الناتو العسكري

A A
* لوهلةٍ من الزمنِ وقفَ العالمُ على رِجْليه
يتابعُ بدهشةٍ وحذرٍ
محاولةَ الانقلابِ العسكريِّ في تركيا
فتركيا دولةٌ كُبرى في حلفِ الناتو العسكري
ودولةٌ مؤثرةٌ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ..
ودولةٌ استطاعتْ تغييرَ موازينِ اقتصادِها ورفاهةِ شعبِها
فبعدَ الفسادِ الذي كان يعشِّشُ في كلِّ زواياها
وبعد هيمنةِ العسكرِ على مفاصِلها...
وبعد حالةٍ اقتصاديةٍ متدهورةٍ..
بلغتْ معها العملةُ التركيةُ الحضيضَ..
إذا بالحكومةِ المنتخَبةِ شعبياً
تحققُ أرقاماً مذهلةً في كلِّ ذلك
فقضتْ على الفسادِ وأعادتْ الأمنَ وأنعشتْ الاقتصادَ
وزادتْ بذلك شعبيتُها بين الأتراكِ..
* المعايشةُ الحياتيةُ التي جرَّبَها الأتراكُ
مع حكومةِ حزبِ العدالةِ والتنميةِ
وتجاربُهم المريرةُ السابقةُ مع
حكوماتِ الأحزابِ الفاسدةِ
والانقلاباتِ العسكريةِ المتكررةِ
شكَّلت لهم قناعةً وللحكومةِ ضماناتٍ
* قناعة الشعبِ في أنَّهم لم يعودوا يقبلون
بأي صيغةِ حُكمٍ إلَّا التي يرون أنَّها
صالحةٌ في رعايةِ مصالحِهم...
وضمانة للحكومةِ في أنَّ الشعبيةَ والأمانَ
منبعُهما الشعبُ ذاتُه..
وقد وضحَ ذلك جلياً في محاولةِ الانقلابِ الأخيرِ
* إسلاميةُ توجُّهات حكومةِ حزبِ العدالةِ والتنميةِ
رغمَ تعارضِها مع علمانيةِ أتاتورك
لم تجعلْها في خطِّ تماسٍ ومواجهةٍ
مع الشعبِ التركي...
كما كان يحدثُ سابقاً وخاصةً
في انقلاب 1960م الذي أُعدِم فيه
رئيسُ الوزراءِ عدنان مندريس
كما لم يحرِّكْ المؤسسةَ العسكريةَ بأكملِها
ضد توجهاتِها كما كان يحدثُ من قبل..
* وفي هذا - كما يُقال - مربطُ الفرسِ
فبغضِّ النظرِ عن التوجُّهاتِ الحكوميةِ
ما يهمُّ أكثر هو صدقُ الفعلِ وتحسينُ الأداء
فلا الشعبُ التركيُّ ولا العالمُ يقبلُ
بتحولاتٍ راديكاليةٍ يقودُها قادةٌ عسكريون
يُعيدون عقاربَ الزمنِ إلى ماضٍ كئيبٍ
وهذا ما أوقنُ بأنه السببُ الرئيسُ في
فشلِ المحاولةِ الانقلابيَّةِ في تركيا..
على الأقلِ كمتخصصٍ في الشأنِ والتاريخِ التركيِّ
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store