Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مبتعثو الإعاقات السمعية.. حكايات في صندوق القلب

كان وعدًا لنفسي في رحلة أمريكا، زيارة الملحقيَّة السعوديَّة، وجامعة «جالوديت» المتخصِّصة في الإعاقة السمعيَّة بواشنطن، وكنتُ دائمًا أعد نفسي بأشياء كثيرة.. أشياء مبهجة للروح..

A A
كان وعدًا لنفسي في رحلة أمريكا، زيارة الملحقيَّة السعوديَّة، وجامعة «جالوديت» المتخصِّصة في الإعاقة السمعيَّة بواشنطن، وكنتُ دائمًا أعد نفسي بأشياء كثيرة.. أشياء مبهجة للروح.. تتناغم مع شعور هادئ بالرضا.. هي أشياء وتفاصيل صغيرة، لكنَّها قادرة على أن تهزَّنا من الأعماق.
جاء العيدُ هذا العام خارج الوطن، حيث استيقظتُ مع نور الفجر المنهمر فوقي بلطف، وكأنَّه يمسح على شعر روحي.. بعده زرتُ الملحقيَّة السعوديَّة في واشنطن، والتقينا بأخينا الدكتور محمد عبدالله العيسى «الملحق الثقافيّ السعوديّ»، استقبلنا بالقنصليَّة «أحمد»، ذلك الأصمّ النبيل الذي يعمل في القنصليَّة بابتسامة ودودة، وروح بشوشة تتنقل بين المكاتب برشاقة؛ لتنشر فرحًا حقيقيًّا لكلِّ مَن يلتقي به، يشرح لنا بلغة الإشارة طبيعة عمله، والأعمال التي يساهم فيها للمبتعثين ذوي الإعاقة السمعيَّة، شعرتُ بطمأنينة باردة غامضة تسري في جسدي، أخذتْ كلُّ الكلمات المبعثرة في رأسي تصطفُّ بشكلٍ منتظمٍ، وأنا أتابعُ الإشارات التي تترجم ما بداخله.
اطَّلعتُ على برنامج تأهيل الأصمِّ السعوديِّ في الملحقيَّة، حيث متابعته منذ وصوله، ومعالجة المعوِّقات التي تعترضه، ثم إعادة تأهيله بالحروف الأبجديَّة العربيَّة والإنجليزيَّة..
كنتُ أصغي بوجل، أتوقَّفُ أحيانًا لتأمّل معلومة جديدة.. ثم أجمعُ تفاصيل داخل مكاتب القنصليَّة.. جعلتني أكثرَ إيمانًا بأنَّ الابتعاثَ مكتظٌّ بالكثير من الجوانب إلإيجابيَّة، فضلاً عن التحصيل العلميّ، كنتُ أنغمسُ في تأمّل خليَّة العمل في القنصليَّة أكثر فأكثر.. فكلُّ زاويةٍ تروي حكاية مبتعث، وكلُّ ردهةٍ تحملُ حكاية إنسان لا تمنعه الإعاقة -أيًّا كانت- من السعي في مناكب الحياة، عدتُ ممتلئة.. محلِّقة بالكثير من التفاصيل لأغلقَ عليها صندوق القلب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store