Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأزماتُ كاشفةٌ..

* أحداثُ تركيا الأخيرةُ أبانتْ عن وجوهٍ عدَّةٍ
سواءً في عالمِنَا العربيِّ، أو في العالمِ أجمع..
ففِي الغربِ، ومن بينِ ركامِ العمليَّاتِ الإرهابيَّةِ

A A
* أحداثُ تركيا الأخيرةُ أبانتْ عن وجوهٍ عدَّةٍ
سواءً في عالمِنَا العربيِّ، أو في العالمِ أجمع..
ففِي الغربِ، ومن بينِ ركامِ العمليَّاتِ الإرهابيَّةِ
ومناداةِ حكوماتِهِ بإلزاميَّةِ تجريمِهَا مِن قِبل الآخرِينَ
إذَا هُو يتردَّدُ في وصفِ الحالةِ التركيَّةِ
وكأنَّهُ يقولُ: «لمْ أمر بهَا ولمْ تسؤنِي»!
وهُو بذلكَ يحطِّمُ ما يدَّعيهِ ليلَ نهار :
نشر الديمقراطيَّةِ.. واحترام تفاصيلِهَا..
* أمَّا في عالمِنَا العربيِّ فحدِّثْ ولاَ حرجَ
فالأميَّةُ الفكريَّةُ المسيطرةُ
تجعلُهُ يشرَّقُ ويغرِّبُ وهُو بعيدٌ كلَّ البُعدِ عن
جوهرِ الحقيقةِ وفهمِ الحدثِ..
فإعلامٌ عربيٌّ وشارعٌ عربيٌّ خرجَ يرقصُ فرحًا بالانقلابِ العسكريِّ..
وآخرُ ندَّدَ وشجبَ وزمجرَ وغضبَ
وكلُّهم لمْ يجعلُوا أساسَ ومنطلقَ رؤاهم
مبدأَ الرفضِ لأيِّ انقلابٍ عسكريٍّ..
* فِي مجتمعِنَا المحليِّ لمْ تكنْ الصورةُ
بعيدةً عن ذلكَ..
لكنْ مَا وضحَ بجلاءٍ أنَّ
الغالبيَّةَ الشعبيَّةَ من
عامَّةِ الناسِ وبسطائِهم
فرحُوا بفشلِ الانقلابِ العسكريِّ
ليسَ لأنَّهم مؤيِّدُونَ لهذَا أو ذاكَ
أو لحزبيَّتِهم الذهنيَّةِ بلْ
ببساطةِ وعفويَّةِ أنفسِهم
رفضهم لمَا يمكنُ أنْ يشكَّلَ
اختلالاً عامًّا لأوضاعِ بلدٍ إسلاميٍّ شقيقٍ
مجتمعيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا
وبما سوفَ ينعكسُ علَى أوضاعِ
المنطقةِ بأسرِهَا والتِي تعيشُ
دوَّامةَ عنفٍ يعلمُ اللهُ وحدهُ
متَى تنتهِي وكيفَ؟!
* هذِه البساطةُ والعفويَّةُ المجتمعيَّةُ
أحسبُهَا درسًا لكلِّ مَن
يدَّعُونَ أنَّهم مثقَّفُونَ، أو متعلمُونَ من
كلِّ أطيافِ مجتمعِنَا..
في أنَّ المبادئَ لا تجزَّأُ
وأنَّهَا ليستْ مجرَّد شعاراتٍ
بلْ يجبُ أنْ تكونَ تطبيقاً حياتيًّا معاشًا
وإلاَّ أصبحَ المنادُونَ بهَا ليسُوا سوَى
متلوِّنِينَ ومدَّعِينَ ووصولِيينَ.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store