كأس العالم وحجر الزاوية

حجر الزاوية كلمة يجهل معناها الكثير منا، لكنها تعني ركن الشيء وأساسه. فهو ذلك الحجر الذي ‏يقوم عليه البناء وينهار بسقوطه. والغريب في الأمر أن البعض يجهل قيمة هذا الحجر، ويعجز عن رؤيته. وقديمًا قالوا عنه بأنه ذلك ‏الحجر الذي أهمله البناؤون، وهذا يعلّمنا ألا نستهين بالأشياء مهما صغر حجمها في نظرنا. كنت في مداخلة هاتفية عبر البرنامج الشهير “حجر الزاوية” الذي يتألف فيه حجر الزاوية من ركنين ‏هما فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة، إضافة إلى المذيع المبدع الدكتور فهد السعوي، حيث ‏تناول البرنامج موضوعًا في غاية الأهمية يتعلق بضرورة تغيير ثقافة المجتمع بشكل عام، وقد تركزت ‏مداخلتي حول الحديث عن أهمية تغيير نظرة المجتمع نحو ذوي الاحتياجات الخاصة. نعم تلك الفئة التي استطاعت أن تقهر الصعاب وتصنع المعجزات وتحقق الإنجازات التي عجز ‏الأصحاء عن تحقيقها فها هو منتخبنا لذوي الاحتياجات الخاصة يحقق إنجازًا تاريخيًّا بحصوله علي ‏لقب كأس العالم للمرة الثانية على التوالي وبأرقام قياسية. حصيلة عالية من الأهداف، ومستويات لافتة أمام أقوى منتخبات العالم، ورغم ذلك دعوني أسمّهم ‏(أبطال الظلام). نعم قد تستغربون هذا اللقب الغريب، لكنني سأقولها بصراحة: إن الإعلام تعامل مع هذا الإنجاز ‏الكبير بمهزلة حقيقية، تمثلت في عرض مباراة مسجلة، إضافة إلى بعض الأخبار الهامشية في ‏الصحافة المطبوعة. ‏ نعم هذه هي الحقيقة، وهذا هو الواقع المؤلم. فقد صفقنا وهتفنا لمنتخب عجز عن الوصول إلى ‏نهائيات كأس العالم، ولكننا تجاهلنا ببرود منتخبًا سعوديًّا حصل على لقب أبطال العالم. المناسبة هي كأس العالم، والمكان هو نفسه جوهانسبرغ، مع فارق في الروح العالية، والإرادة بين مَن ‏حققوا بطولة العالم من أجل الوطن، وأولئك الذين يجنون الملايين لكنهم عجزوا عن الوجود حتى ‏في المنافسة ترى هل سيشهد أحفادي اليوم الذي يحقق فيه منتخبنا الأول كأس العالم؟ بصراحة لم ‏يعد الأمر هامًّا لأننا اكتشفنا للتو حجر الزاوية الحقيقي في الرياضة السعودية، عمومًا لنا الله ‏وكل عام وأنتم بخير. ammarbogis@gmail.com