سحق المهزوم

الزمن لايعود للوراء، ولكن الحكمة تقتضي الاستفادة منه للمستقبل، وقد ساهمت في تلخيص كتاب روبرت جرين، 48 قانوناً للقوة والسُلطة، العام الماضي، في 48 مقالاً، واليوم أعيد واحداً منهم للدروس والعبرة، وهو القانون الخامس عشر، (اسحق عدوك المهزوم بقوة)، لنشاهد انعكاساته على حرب اليمن.
الثعبان الذي تطأه بقدمك، وتجرحه أو تؤذيه، ولكن لم يمت، سوف يلتف على قدمك، ويتحرك بسرعة وبقوة ليلدغك، وينتقم بشراسة، وكذلك العدو، بعد أن تظفر به، إن لم تسحقه، سيعود بعنف، ويؤذيك أضعاف ما كنت تتوقع.
في قصص التاريخ الحديث مثال لذلك، واستفاد من هذا القانون، مؤسس الحزب الشيوعي الصيني ماوتسي تونغ، أبو الصين الشيوعية الحديثة، ففي عام 1934 حاربهم الإمبراطور الصيني شيانج كاي، وهزمهم، فلجأ ماو للغرب مع فلول من أتباعه، فانشغل عنهم الإمبراطور في حربه مع اليابان، لمدة عشر سنوات، عندها تقوى ماو، وعاد مع جيشه فقضى على الإمبراطور شيانج كاي، بشدة، وسحقه وحكومته سحقاً، فاستمرت الصين حتى يومنا هذا على نهج ماو.
سبب هذا الحديث اليوم، العودة إلى المبادرة الخليجية التي عطفت على المخلوع علي عبدالله صالح، بعد أن حكم اليمن ثلاثة عقود، وسخر البلاد كلها لخدمته وكان يهيئ ابنه أحمد لخلافته، فأطاحت به ثورة الشباب، عام 2011، ورفض الخروج، فتعاطفت معه المبادرة الخليجية، بطريقة أو بأخرى، وأعطي حصانة، أن لايمسه ولايحاسبه أحد، واستمر الحزب الحاكم الذي أسسه، المؤتمر الشعبي العام كما هو فأصبح وكأنه اقتسام للسُلطة، وعاد اليوم لينتقم من اليمن ومن الحلفاء السابقين ومن المنطقة، بحرب ضروس .
* القيادة_نتائج_لا_أقوال
يقول المفكر الأمريكي ادوين لويس كول: أنت لاتغرق بسقوطك في الماء، بل تغرق ببقائك بعد سقوطك، ساكناً بدون حركة.