تجذَّر في الذهنية الجمعية صورة العنف لرجال الأمن جرَّاء تعاملهم مع مَنْ يتم القبض عليهم، وعزز هذا السلوك ما يُشاهده الكبار والصغار في الأفلام والمسلسلات التي تعرضها محطات التلفزة؛ مما أدى إلى ردة فعل سلبية تجاه هذه الفئة المعنيِّة بحماية الأمن الوطني وتتبع بؤر الفساد واجتثاث المُفسدين، وبالتالي حماية كينونة المُجتمع وطمأنة تركيبته السُكانيِّة مهما تباينت مستوياتها، ولكن رجال أمننا مختلفون عمومًا، وفي حج هذا العام خصوصًا، فقد نجحوا في تغيير هذه الصورة النمطية، حيث بنو جسور تعامل حضاري مع حُجاج بيت الله الحرام، فتجسدت العلاقة الروحية بين رجل الأمن والحاج حتى يُخال لك أن دورهما واحد لولا نوعية اللبس الذي يرتديه كل منهما.
إن وعي رجل الأمن بالدور الإنساني للمهنة التي يقوم بها مطلبٌ حتمي، بل يجب أن تكون أولوية عند تأديته لعمله، فالأمن في مفهومه الواسع لا يقتصر على قبض المُجرمين فقط بقدر ما يكون الإصلاح والتوجيه صنوًا لذلك، ناهيكم عن التعامل الذي يستطيع من خلاله كسب المُستهدف، فبدلًا من أن يُجابهه تجده يقف بجانبه طواعية مساندًا ومساعدًا له في أداء مهمته المُوكلة له؛ وهذا ما قام به رجل الأمن السعودي، إذ أبهر المتابعين حين جعل التنظير واقعًا ملموسًا، فتجد رجل أمن يُسقي حاجًا الماء، والثاني يُعين آخر على رمي الجمرات، وثالث يُرشد حاجًا إلى مقر حملته، ورابع يقوم بدفع عربة معاق أو مريض حتى يوصله مأمنه.
لقد عجَّت وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من الصور التي تجلّى فيها دور رجال أمننا الإنساني؛ مما أكسبهم محبّة الحجاج وتفاعلهم العفوي معهم، وما صور التوديع التي تناقلتها وسائل الإعلام بين الطرفين سوى شاهد إثبات على رُقِّي هذه العلاقة التي أكّدها ديننا العظيم ودعا إليها من خلال السماحة التي تُعد مبدأً من مبادئه، واستطاع أبناء الحرمين الشريفين أن يتمثلوها بشكل حقيقي، ويعكسون تعاليم دينهم سلوكًا ومنهجًا على أرض الواقع؛ الأمر الذي انعكس إيجابًا على نجاح موسم الحج بالتكامل مع بقية أجهزة الدولة التي قامت بدورها المُناط بها على أكمل وجه.
رجال أمننا.. إنسانيون
تاريخ النشر: 18 سبتمبر 2016 00:39 KSA
تجذَّر في الذهنية الجمعية صورة العنف لرجال الأمن جرَّاء تعاملهم مع مَنْ يتم القبض عليهم، وعزز هذا السلوك ما يُشاهده الكبار والصغار في الأفلام والمسلسلات التي تعرضها محطات التلفزة؛ مما أدى إلى ردة فعل
A A