- تنمو الشائعات عند غياب الحقيقة ، وحين يبحث الناس عن معلومات لدى المصدر المنطقي وتستعصي عليهم ، يصبح المناخ ملائماً لظهور التخرصات السلبية وتداولها ومن ثم تحولها لشائعات .
- أكثر ما يساهم بنشر الشائعات هو ارتباطها بحدث آني يشغل الناس، أو قرار يمس حياتهم .
- ولخطورة نشر الشائعات ومساسها بالأمن والاستقرار تصدت وزارة الداخلية للكثير منها، كما فرضت عقوبات صارمة على مطلقي الشائعات وناشريها تصل إلى 10 سنوات بالإضافة إلى غرامة مالية تصل إلى 5 ملايين ريال سعودي، لكننا لا ندري هل تشمل المسؤولية والعقوبات من يساهم في خلق البيئة المناسبة لتنامي الشائعات؟
- الحدث الذي يشغل المجتمع السعودي منذ أسبوعين تقريباً متعلق بمستقبل الموظفين الحكوميين، وما سيتخذ من إجراءات لم يتضمنها عقد العمل بينهم وبين الخدمة المدنية.
- كان يمكن لظهور معالي وزيري المالية والخدمة المدنية ومعالي نائب وزيرالاقتصاد والتخطيط على شاشة فضائية ذات انتشار واسع كقناة mbc أن يضع الأمور في مسارات واقعية وأن يجيب على ما يهم الناس ، لكن اللقاء المحبط هيأ المناخ للتخرصات والشائعات ووضع المؤسسة الحكومية في ندية مع المواطنين.
- تغييب المعلومات التي من حق المواطن معرفتها غموض ، والمسؤولون الذين وضع ولي الأمر ثقته فيهم وكلفهم برعاية مصالح الرعية وجعلها في صدارة الأولويات مطالبون بالتحدث مع المواطن حديث الراعي مع الرعية ، لا الجلاد مع الضحية ،والغموض ليس -بحال من الأحوال- مكوناً مقبولاً للعلاقة بين الراعي والرعية ، فلماذا أخفى معالي الوزراء ما ينتظر المواطنين من إجراءات على دخلهم ومستقبل حياتهم وأبنائهم ، ولماذا تركوهم فرائس للتخرصات ؟ ماهو المردود الوطني من توتير العلاقات وافتعال التفاضل بين مصالح المؤسسة ومستقبل الفرد؟ ولماذا تمت إدانة الحلقة الأضعف وإطلاق الأحكام غيابياً وبقي المتسببون بالأزمة الحقيقية ينظّرون وينظرون للمواطن بفوقية ؟
- هذا التخبط صفحة نشاز لا يمكن أن تنتمي لعهد الحزم ولا شك أن ما أحدثته من إحباطات وتأزيم للثقة لدى المواطنين ليس له إلا سلمان الحزم .
مناخ الشائعات والحزم
تاريخ النشر: 23 أكتوبر 2016 23:45 KSA
- تنمو الشائعات عند غياب الحقيقة ، وحين يبحث الناس عن معلومات لدى المصدر المنطقي وتستعصي عليهم ، يصبح المناخ ملائماً لظهور التخرصات السلبية وتداولها ومن ثم تحولها لشائعات .
A A