تقع جواثا بمحافظة الأحساء باتجاه أقصى الركن الشمالي الشرقي لمدينة الهفوف، وإلـى الشمال الشرقي من قرية الكلابية، وقريبة منها يظهر بجواثا دلائل استقرار نشط ينتشر على مساحة الأرض، تتناثر فوق تلك التلال وبين المنخفضات الواقعة بينها أصناف من كسر الأواني الفخارية، وأنواع من كسر الزجاج الملون والأبيض الشفاف. تعدّ جواثا من بين مواقع الاستقرار الأولى في المنطقة الشرقية، حيث عثر فيها على مجموعة من الأدوات الحجرية تميزت بصغر حجمها، وهي أدوات تنتمي إلـى حضارة العصر الحجري وعرفت جواثا قبل الإسلام بشهرتها الزراعية وغزارة عيون المياه فيها، كما كانت جواثا سوقًا تجاريًا نشطًا يعج بحركة التجار على الدوام، ومحطة تجارية وسيطة تقصدها القوافل التجارية وتعود محملة بالسلع الثمينة، ومن المرجح أن جواثا أصبحت محطة رئيسة على طريق حج إقليم البحرين، وربما كانت أول محطة مباشرة بعد ميناء العقير على الخليج العربي، في حين أن جواثا كانت ترتبط بهذا الميناء بطريق قوافل قديم تظهر آثار رسومه بوضوح إلـى شمال غرب جواثا قرب جبل كنزان، ويتصل هذا الطريق بالدرب السلطاني، بينما ذكرت المصادر جواثا مستوطنة كبيرة تضم مدينة مسورة وذات تحصينات منيعة، عظم ذكر جواثا ومكانتها عندما استجاب زعيمها المنذر بن عائذ للإسلام في وقت مبكر، وتبعه قومه من قبيلة عبد القيس. فكانت جواثا أول مدينة اعتنق أهلها الإسلام في شرق الجزيرة العربية، وقد سافر وفد من أعيان جواثا ووجهائها إلى المدينة المنورة حيث قابل الوفد النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه بين يديه. وتضم مدينة جواثا أول مسجد أقيمت به صلاة الجمعة في الإسلام بعد المسجد النبوي بالمدينة، وقد عرف هذا المسجد بمسجد عبد القيس، وعلى الأرجح أن المسجد أقيم في أوائل السنة الثانية للهجرة بعد عودة وفد عبد القيس الأول، وقد زاد في أهمية هذه المدينة صمود جواثا في وجه المرتدين من قبائل المنطقة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة، حيث ثبت زعيم جواثا الجارود بن المعلي على الإسلام وأتباعه من عبد القيس وبطون وأفراد من قبائل المنطقة، وبقي يجاهد المرتدين خلف أسوار جواثا حتى وصل جيش المدينة بقيادة الصحابي العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - عام 12هـ / 633م. بقيت مدينة جواثا ذات نشاط تجاري طوال العصر الأموي حتى العصر العباسي الأول 132 / 232هـ، وما تزال جواثا تزخر بالآثار المتنوعة سواء قبل الإسلام أو بعده، ومن أهم بقاياها الأثرية مسجد جواثا حيث يقع وسط متنزه جواثا الوطني، والمسجد عثر عليه مصادفة تحت جدران أساسات المسجد العلوي المعروف بمسجد جواثا. ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 273 هـ / 886م. وعين جواثا حيث تقع إلـى شرق المسجد، تعرف العين محليا بعين جثي، والبعض يطلق عليها عين أبي هريرة. تتكون العين من بئر اسطوانية الشكل محفورة في الطبقة الصخرية، يبلغ محيطها 4.50م، وقد طويت بئر العين من الداخل بالحجارة. هذه جواثا وبعض آثارهاـ وقد حظيت جواثا باهتمام كبير من الهيئة العامة للسياحة والآثار، مما جعلها مكانًا مفضلًا للسياحة.
جواثا.. مدينة تاريخية أثرية كانت مزدهرة في زمن البعثة
تاريخ النشر: 27 أكتوبر 2016 22:15 KSA
تقع جواثا بمحافظة الأحساء باتجاه أقصى الركن الشمالي الشرقي لمدينة الهفوف، وإلـى الشمال الشرقي من قرية الكلابية، وقريبة منها يظهر بجواثا دلائل استقرار نشط ينتشر على مساحة الأرض، تتناثر فوق تلك التلال و
A A