Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

النفوس الكبيرة

تُجدِّف الحياة ومتطلباتُها بالكثيرين
هذا ينشغلُ حتى النخاع بعملِه
وذاك ينغمسُ حتى أُذنيه في مشاريعِه
وثالثٌ تُحيله الهمومُ إلى ركام..
ورابعةٌ تعيشُ الكآبة ونتائجها

A A
تُجدِّف الحياة ومتطلباتُها بالكثيرين
هذا ينشغلُ حتى النخاع بعملِه
وذاك ينغمسُ حتى أُذنيه في مشاريعِه
وثالثٌ تُحيله الهمومُ إلى ركام..
ورابعةٌ تعيشُ الكآبة ونتائجها
بسببِ صدمةٍ عاطفيةٍ..
وتتباعدُ المسافاتُ بين البشر
حتى داخلَ الأسرة، ناهيك عن الأصدقاءِ
فيغيبُ هذا سنين طوالاً..
ولا يُسمع عن ذاك لوقتٍ طويل جدًا.
* هكذا حال، إنما هو نتيجة طبيعية
لما أحدثتْه متغيِّراتُ العصر في حياتنا
وخاصة في التواصلِ مع الآخرين
لكن هذا لا يعني أبدًا تغيُّراتٍ جوهريةً
في نفوسِ الأشخاص وطبائعهم
فالمعادنُ الثمينة لا تصدأ ولا تتغيَّر مع الزمن
بل يزيدها الزمنُ بريقًا وقيمة.
* كثيرون قد تُغيِّرهم
المناصبُ والكراسي
فيتحوَّلون بين عشيةٍ وضُحَاهَا إلى
أنانيين، متعالين، متناسين
وهكذا فئة لا اعتبار لها بين الناس
حتَّى وإن جاملوهم لفترة
فبمجرد انتهاء المنصبِ والنزولِ من على الكرسي
ينفضُّ الناسُ عن هؤلاء، بل ويعزلونهم كليةً.
* لكن مقابل هكذا فئة..
هناك فئة نقيةُ الذات والجوهر
تزداد تألُّقًا كلما ارتقتْ
وتتواضعُ كلما ارتفعتْ منصبًا
فتراها كما هي في سلوكِها
جوهرُها واضحٌ كالشمس..
تتسامى كما النورُ المشع
هؤلاء هم مَن يزرعون ويُرسِّخون
لأنفسهم مكانة أبدية في قلوبِ الناس
فلا يتخلّون عنهم بعد المنصب
ولا يُفارقونهم بعد الكرسي..
بل تبقى صورُهم زاهية ومكانتُهم عالية
وهم بالفعل يستحقّون منّا أن نصفَهم
بأصحابِ النفوسِ الكبيرة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store