عتيق.. دقيق.. توثيق!

أكاد أجزم بأن توقيت إعلان لجنة توثيق البطولات الرياضة لنتائجها كان مقصودًا والهدف عدم إطالة فترة الاعتراضات والانتقادات والاحتجاجات الصاخبة المتوقعة وذلك لأن مباراة المنتخب مع اليابان غدًا، حدث أهم وبالتالي ستأتي وتقطع وتوقف كل ذلك... «حركة ذكية».
وبعيدًا عن الحركات الذكية ومع احترامي لأعضاء اللجنة وما قاموا به من جهد فإن عملهم كان يفترض أن يكون أكثر مهنية واحترافية ودقة كون ما اشتغلوا به في غاية الأهمية والكل يترقبه، فاللجنة وضعت معايير معينة للتوثيق وجعلت للبطولات عدة مستويات وهذا جيد، ومنحت الأندية شهرًا للاستئناف وهذا رائع.
ولكن كان يفترض ابتداءً أن تشرك الأندية بشكل أكبر في الأمر من خلال زيارة أعضاء اللجنة أو بعضهم لكل ناد والاستماع إلى مجلس إدارته والحصول على ما لديهم من وثائق وخطابات ومستندات تخص بطولاته، كما كان على اللجنة الاجتماع بكل المؤرخين وكبار الرياضيين والمسؤولين القدامى للحصول على كل ما لديهم من معلومات ومستندات وخطابات وصور والاستفادة منها في التوثيق (مع حفظ حقوقهم الأدبية).. ولكن فوجئنا باللجنة وقد تناست وتغافلت بل وأهملت كل ذلك وعملت بشكل انفرادي بحت فما كادت تعلن نتائجها حتى ثارت الدنيا عليها واعترض على نتائجها كافة أقطاب الوسط الرياضي وقاطنيه، بل حتى الاتحاد السعودي لكرة القدم تبرأ من اللجنة ونتائجها.
الاهتمام بالإحصاء والتوثيق عمل حضاري رائع ولابد منه رغم كل المحاذير، ولكن ما هكذا تورد الابل (يا خليوي)، فعمل التوثيق له جوانب عدة علمية وبحثية وتاريخية ومرجعية وقانونية يجب الاعتناء بها، وهذه الأمور لا يمكن الاعتماد على أعضاء اللجنة فقط للقيام بها، فمع اختلاط المعلومات وتضاربها وغياب الكثير من المستندات والخطابات ومرور الحياة والدولة والأجهزة الرياضية في السعودية بمراحل مختلفة تاهت وسطها المعلومة الدقيقة والكاملة كان لابد من الاستعانة بكافة الأطراف الرسمية وغير الرسمية للخروج بعمل سيكون هو الأفضل في كل الأحوال.
غير أنه بعد كل ما حدث نشكر اللجنة كرياضيين على ما قامت به من جهد ولكن يجدر ويجب عليها أن تعتني بكل ما طرح من آراء واعتراضات وانتقادات وأن تهتم بالأخص بما سيقدم لها من اعتراضات وطلبات توثيق من الأندية وغيرها وأن تدرسها بعناية فائقة وأن تستعين بآخرين من خارج اللجنة لتفنيد ما قدم لها لأن أعضاء اللجنة قدموا ما لديهم ولابد من آراء جديدة.. وربما تكون فكرة الحوكمة لنتائج أعمال اللجنة هي الحل والخيار الأمثل لإنهاء المشهد بأفضل صورة ممكنة.
* همسة: مباراة الغد أمام اليابان هامة جدًا جدًا.. وإذا استفاد مارفيك من العائدين بشكل أمثل فسنحقق الفوز بإذن الله.