Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حنين الأماكن

* الحنين للمكان جزء من هوية المرء..
علاقة أبدية تربط في كثير من الأحيان
بين الإنسان والمكان..
تمتزج فيها الأحاسيس والمشاعر
كما بين المحب ومحبوبته..

A A
* الحنين للمكان جزء من هوية المرء..
علاقة أبدية تربط في كثير من الأحيان
بين الإنسان والمكان..
تمتزج فيها الأحاسيس والمشاعر
كما بين المحب ومحبوبته..
عشق عصي على الفهم كما هو حال العشاق..
وهذا ما امتلأت به الآداب العالمية..
بين قصة ورواية وشعر وملاحم..
فبقدر ما تعطي المكان بقدر ما يعطيك
قد تحاول التمرد عليه أو الابتعاد..
غير أنه يجذبك بأركانه وتاريخ حركته بين زواياه..
تمازج لا انفصام بين الاثنين.
* تترسخ مع الأيام هذه العلاقة
وكأن الاثنين الإنسان والمكان
وحدة واحدة لا فكاك بينهما..
فبعد أكثر من ثلاثة عقود
عدتُ إلى بداية علاقتي بكاليفورنيا
في الولايات المتحدة الأمريكية
عندما وصلت إلى مطار لوس أنجلوس
لبدء مرحلة دراساتي العليا..
وكنت حينها في عنفوان مرحلة الشباب
حيث تتشكَّل هوية المرء أكثر..
* المكان لم يتغير كثيرًا
وهذا بُعدٌ آخر لحضارات تحافظ على هويتها
ليس تحجُّرًا بل تماسكًا لأهم ملامحها
فلا تمسّها عوامل الزمن ولا تعبث بها أيدي البشر..
برغم عنف وتطلُّب الحياة المادية..
تغيّرتُ أنا كثيرًا وهذا أيضًا من طبيعة الأشياء
فالإنسان يتطوَّر في فكره ومعرفته وحتى مظهره.
* رغم هذه الاختلافات والتي قد تبعد
إلا أن المكان رحب وكأنه يعاتب..
فرح خجول بداخلي..
نعم غبتُ أنا كثيرًا لكن لم تغب تلك البدايات أبدًا
كنت أحد المحظوظين لأن تكون دراساتي هناك..
علّمني المكان النهل من معين ثقافة تسود العالم
أدخلني إلى مجاهل المعرفة منهجًا وحياة.
* في المطار أتفحَّص الوجوه
القادمة من كل أركان الدنيا
كُلٌّ له ولها ما يشغله..
هذا يجري للحاق برحلة مواصلة
وتلك تنتظر على السير حقائبها..
ومجموعة هناك من أقصى الشرق
تتجمَّع بإرشاد مشرفها وتنتظر التوجيه..
خليطٌ بشري يوحي بتوحُّد البشرية
بلا فوارق سوى إنسانية عامل مشترك بينهم.
* أبعاد لا نهاية المدى تربط بين الإنسان والمكان
تٌوحِّد الأرواح وتتجانس معها المشاعر
فمهما تباعدا يبقى خيطٌ رفيع
يبقيهما أقرب وأقرب من أي عوائق أو مفاهيم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store