كتبتُ قبل سنوات عديدة إنَّنا نحتاج قبل الشروع في خصخصة الأندية، إلى خصخصة الفكر الرياضي، وقتها لم يكن الوضع مهيَّأً للخصخصة؛ لاعتبارات معظمها اقتصاديَّة، وبعضها رياضيَّة، حاليًّا اختلفت الأمور كثيرًا، فأصبحت مهيَّأة بشكل كبير، فالظروف الاقتصاديَّة، والرياضيَّة، والإداريَّة التي تعيشها الأندية تتطلَّب البدء فورًا في خصخصتها لاسيَّما أندية الصف الأول والثاني التي تمثل دوري جميل حاليًّا، فأزمات الأندية الماليَّة لن يحلَّها إلاَّ سياسات ماليَّة سليمة تبنى على مقدار إيراداته، مصروفاته، التدفقات النقديَّة والتزاماته الماليَّة.
ثمَّ إنَّ الفكر الذي كانت تُدار به الأندية يجب أن يتغيَّر من إدارته كملكيَّة خاصَّة إلى إدارته كشركة يملكها عدد من المساهمين، ولها مجلس إدارة، ولها رئيس تنفيذي أو مدير، ولها ميزانيَّة تقديريَّة ولها مراقب حسابات خارجي، وتعمل وفق أسس وسياسات ومعايير محاسبيَّة منضبطة أولها معيار الشفافيَّة، هنا وهنا فقط يستطيع أي نادٍ أن يتحسَّس طريقه بالشكل الصحيح بعيدًا عن العطايا والهبات والمناشدات المستمرة لأعضاء شرفه لإنقاذه عند كل أزمة.
ومن وجهة نظري أعتقد أنَّه ليس لزامًا على كلِّ نادٍ أن يشارك في كل الألعاب، فيكلِّف نفسه مصاريف لألعاب لا عائد منها إلاَّ المشاركة دونما ألقاب، أو منافسة حتَّى، والأجدى أن يختار النادي الألعاب التي يستطيع المنافسة عليها فيبقي عليها ويلغي بقية الألعاب.
ومن حيث الاستثمارات فهناك عدة استثمارات يمكن أن تبدأ بها الأندية المشوار كمقرَّات الأندية، فجميعها ذات مساحات كبيرة، وفي مواقع مميَّزة داخل المدن، ويمكن إعادة تخطيطها وتهيئتها من خلال مكاتب هندسيَّة متخصِّصة لتسمح بإقامة مشروعات تجاريَّة مميَّزة، وكذا الاستفادة من بيع أطقم النادي المختلفة من خلال منافذ بيع يملكها النادي، بالإضافة إلى مدخولات النادي من الدعاية والإعلان، والنقل التلفزيوني، ودخل المباريات.
العقبة الكؤود في مشوار الخصخصة هي أعضاء الشرف، فأعضاء الشرف الذين قدَّموا أموالاً طائلة لأنديتهم، طوال السنوات الماضية، هل سيسلِّمون ببساطة النادي لآخرين؛ كي يديروه، وتكون لهم الكلمة والقرار فيه، بكلِّ بساطة لا أعتقدُ أنَّهم جميعًا، أو معظمهم على الأقل سيوافقون على ذلك.
لذلك يجب أن تكون لهم الأفضليَّة عند تحويل النادي إلى شركة مساهمة، بأن يكون لهم الأولوية لشراء النصيب الأكبر من الأسهم التي ستُطرح، ليصبحوا بذلك كبار المساهمين للشركة (النادي سابقًا)، ويشكلوا أعضاء مجلس إداراتها، وبالتالي يشاركون في وضع سياسات هذه الشركة، وإصدار القرارات الإستراتيجيَّة لها؛ تقديرًا لما قدَّموه للنادي من عطاءات.
ختامًا بعد الجفاف الذي حلَّ بجيوب أعضاء الشرف، ومواكبة للفكر الرياضي الحديث الذي بات صناعة وعمل احترافي الخصخصة هي السبيل، والطريق الأمثل للأندية السعودية في المرحلة المقبلة يا سادة.
يا سادة هذا وقتها!
تاريخ النشر: 20 نوفمبر 2016 23:42 KSA
كتبتُ قبل سنوات عديدة إنَّنا نحتاج قبل الشروع في خصخصة الأندية، إلى خصخصة الفكر الرياضي، وقتها لم يكن الوضع مهيَّأً للخصخصة؛ لاعتبارات معظمها اقتصاديَّة، وبعضها رياضيَّة، حاليًّا اختلفت الأمور كثيرًا،
A A