أحدثت الحرائق التي اجتاحت الكيان الصهيوني ردود فعل متباينة، ولكنها وصلت جميعها حد التطرُّف في التعاطي، وكلٌ منها يسوق مُبرراته التي يرى أنها تخوِّل له وجاهتها في الدفاع أو الدعاء بالزيادة؛ فالإسرائيليون يرون أنه اعتداء غاشم ومُخطط له من قبل الفلسطينيين، والمسلمون يرون أنه ابتلاء من الله جرّاء انتهاك الإسرائيليين لكل الحُرمات، بينما وقف البعض في منتصف المسافة وعدَّها حالة إنسانية متكئاً على الرحمة التي تُنادي بها الأعراف والمواثيق الدولية خاصة فيما يخص الأطفال والنساء وكبار السن.
من حق أي إنسان أن يُعبِّر عن وجهة نظره، ولكن ليس من حقه القفز على الحقائق التاريخية والكيل بمكيالين والانحياز مع الباطل ضد الحق، فالإسرائيليون انتهكوا حقوق وطن بأكمله وصادروا مُقدراته وهجَّرُوا شعبه منذ أن أعطاهم وزير خارجية بريطانيا جيمس بلفور وعداً بحق إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917م، فمارسوا حَرْق القلوب بدعم من الدول ذات التأثير الأقوى في المحافل الدولية، فحيِّدت كل ما هو فلسطيني وضيِّقت الخناق عليه واستبدلته بلاجئ من أقصى الأرض يستمتع بالخيرات الفلسطينية ويُمعن في إذلال أهل الوطن الأصليين في واحدة من أبشع صور اللاإنسانية التي يتبجح بها دعاة المحافظة على حقوقها، أما عندما أُحرقت الأشجار فقامت قائمة المناصرين من كل أقطار الدنيا لمساعدة الدولة العبرية في إخماد نيران أشجارها وتضميد جراحها.
لقد عرَّت حرائق إسرائيل ما تبقى من وَهْمِ حقوق الإنسان، وعكست أن المصالح المتبادلة بين الدول فوق كل اعتبار، وما تقديم بعض العرب والمسلمين من خدمات للحد من انتشار النيران في مزارع وحدائق الصهاينة وما ضجّت به وسائل التواصل الاجتماعي من مؤازرة لهذه المأساة لبعض المزايدين على قضايانا المصيرية كعرب سوى شاهد إثبات على ذلك، والمُخجل في المُستقبل القريب ماذا سيكون رد أولئك المُرجفين إذا كشفت الأيام أن ما يحدث لا يتجاوز أن يكون حلقة مُخططاً لها ضمن منظومة تصفية الإرث الزراعي لفلسطين بعد أن أصابت تركيبتها السكانية والاجتماعية في مقتل؟!!
نار الله الموقدة
تاريخ النشر: 27 نوفمبر 2016 00:34 KSA
أحدثت الحرائق التي اجتاحت الكيان الصهيوني ردود فعل متباينة، ولكنها وصلت جميعها حد التطرُّف في التعاطي، وكلٌ منها يسوق مُبرراته التي يرى أنها تخوِّل له وجاهتها في الدفاع أو الدعاء بالزيادة؛ فالإسرائ
A A