هل بتنا على مشارف الغابة لنصبح ضمن أفرادها؟
حالنا يقول نعم.. ففي زمن برزت وتمكنت فيه مفاتن الشر وتفجرت عضلاته حتى أفقدت الخير صوابه وجعلته يلهث في كل مكان باحثًا عن دار تحميه أو مأوى يستره، طغت الماديات على حياة الناس فأصبحنا كالآلات وقست قلوبنا فأصبحت كالحجارة بل هي أشد قسوة.
نقصت القيم أم تدنت أم أختفت؟.. سؤال طالما انتشلني من مكاني ليجوب بي الآفاق ويطوف بي الديار بحثًا عن أمل، لست متشائمًا ولكن تعالوا سويًا نفحص حياتنا بهدوء.. كم هي مساحة الصدق والأمانة والوفاء وباقي القيم في حياتنا.
ولنختصر الدائرة ونخصص الفحص على الوسط الرياضي بكافة شرائحه وفئاته -أندية، مؤسسات، إعلام، وجمهور- نعم الشكل جميل بل مبهر والأضواء لافتة والصور ساحرة لكن فسادًا يختبئ داخل المظهر ويتغلغل في مفاصله.
في مجتمعنا الرياضي تعيش القيم حائرة بين ادعاء وغياب ومزايدة عليها، قيمنا المجتمعية الجميلة التي استمدينا أساسها من ديننا الحنيف تصارع الأهواء والمصالح وإذا ما أطلت بوجهها الجميل تجد من يركلها ويدوسها بعنف.
هذه هي الحقيقة لم نعد نحن نحن، فقد أصبحنا أكثر مادية، أكثر عنفًا في التعامل، بتنا أنانيين إقصائيين ومصالحنا فوق كل اعتبار.
«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» أحد الأحاديث العظيمة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لو أسقطناه على مجتمعنا الرياضي فمن يطبقه؟ أعلم أنه بعد أن فكرت مليًا عزيزي القارئ جاءت النتيجة صادمة.
وفي عتمة الحياة تشرق لمحات إنسانية تفتح نافذة أمل، ورغم مطبات وحفر الطريق ورغم قسوة العقول وبشاعة القلوب سنكافح بما تبقى لدينا من قطرات الحياء في إحياء مشهد حياتي جديد يعيد لنا أصلنا العربي العريق ويحيي فينا مبادئ الزمن الجميل.
الخاتمة نداء أوجهه عبر هذه الزاوية الفقيرة إلى كل عقل يحترم نفسه وكل مسؤول يخاف الله وإلى كل مؤثر ما زال في قلبه خير أن نبدأ في طرح مشروعات مجتمعية لرفع وزرع وترسيخ قيمنا الحميدة، ونعيدها إلى حياتنا سلوكًا لا شعارات ومزايدات.
يجب على الأندية أن تقوم بدور في هذا الجانب ويجب على هيئة الرياضة كذلك ويجب على إعلامنا أن يقدم شيئًا سمينًا وسط كومة الغثاء المنتشر، ويجب على كل من يرى في نفسه القدرة فردًا أو مجموعة أن يقدم شيئًا نستعيد من خلاله قيمنا الحميدة التي تشكل صورتنا وتعيد بهاءنا العربي الأصيل.
كلمات لا أسوقها من باب الاستعراض أو الادعاء بل من أوضاع أخلاقية باتت تشكل السواد الأعظم في حياتنا دفعتني دفعًا للكتابة اليوم أملًا في صباح مشرق يحمل مع أنفاسه الزكية قيمة جديدة للإنسان السعودي تزين داخله كما ازدان مظهره وتجعل جوهرنا أكثر أناقة من مظهرنا.
قيمنا.. قيمتنا
تاريخ النشر: 27 نوفمبر 2016 23:42 KSA
هل بتنا على مشارف الغابة لنصبح ضمن أفرادها؟
A A