استحوذت مُشكلة الطفلة المُعنَّفة «دارين» على الكثير من التعاطي سواءً في وسائل التواصل الاجتماعي أم على مستوى المناقشات الواقعية، وذلك تعاطفًا مع الطفلة التي بدأت حياتها بممارسة السلوكيات الشاذة ضد طفولتها البريئة جراء نزاع أسري بين طرفي معادلة الحياة دفعت الضحية «دارين» ثمنه باهظًا وعلى عينك يا تاجر في وسائل التواصل، مُستهدِفًا المُعنِّف المُتجرد من كل صفات الإنسانية إذلال طليقته وتصفية حساباتهما من خلال «دارين»، التي أتت إلى الدنيا نتيجة لعلاقة غير نظامية الإجراءات واستسلامًا لوعود تطايرت أدراج الرياح عندما تحوَّل الكلام المعسول إلى واقع مؤلم.
لقد لفتت لنا قضية «دارين» سلوكيات لذكورٍ لا يستحقون أن يكونوا رجالًا يُفترض أن يتحملَّوا مسؤولياتهم المنوطة بهم، وسلّطت الضوء -رُغم فداحته- على تغيُّر في التركيبة المُجتمعية التي كانت تتسم بالرحمة والتسامح بين أبنائها ككل، فما بالكم بالعلاقة بين الأب وأبنائه من صُلبه، فقد يقول قائل: إن هذه حالة شاذة لا يُمكن تعميمها -ومع وجاهة هذا الطرح- إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه ويجب أن نتوقف عنده كثيرًا قبل الإجابة عليه هو: كم مِنْ «دارين» متوارية عن أنظار التعاطي الإعلامي، وتواجه مثل أو بعض ما تعرَّضت له «دارين»؟!!
إن التعاطف مع مثل هذه القضايا لا يُعالج اجتثاثها من جذورها، وقيام المحامين بالدفاع المجاني ضد هذا الأب الخائن لأمانته لا تتجاوز أن تكون ردة فعل -إيجابية آنيِّا- ولكنها -على المدى البعيد- لن تردع مَنْ يرى أنه حقيق بتربية أبنائه بالطريقة التي يراها حتى ولو كان التعنيف هو الوسيلة المُثلى، بل أرى أن الحل الناجع هو سنَّ قوانين تُعلن للجميع وتكون هي الفيصل في التحاكم عندما تسوّل لأي سلوكيات غير مُنضبطة تجاه الأطفال الذين هم أمانة في أعناقنا وليسوا أدوات تُتخذ للمساومة أو المقايضة عند حدوث اختلاف في وجهات النظر بين الأب والأم سواءً وصلت مرحلة الطلاق أم توقفت عند التباين بينهما.
كم من «دارين».. متوارية؟!
تاريخ النشر: 14 يناير 2017 18:41 KSA
استحوذت مُشكلة الطفلة المُعنَّفة «دارين» على الكثير من التعاطي سواءً في وسائل التواصل الاجتماعي أم على مستوى المناقشات الواقعية، وذلك تعاطفًا مع الطفلة التي بدأت حياتها بممارسة السلوكيات الشاذة ضد طفو
A A