مشكلتنا في العالم العربي أنه لا يوجد لدينا ما يُسمّى بالتخطيط أو التنسيق بين المنظمات لتحقيق الأهداف المشتركة، فتجد أن هناك جهة ما تعمل وتجتهد وتسعى لتحقيق الهدف بكل ما تملك من الوسائل، وفي المقابل تجد جهةً أخرى من المفترض أنها شريكة في تحقيق ذلك الهدف، لكنها -وللأسف الشديد- تعمل عكس التيار، فتتضارب الاتجاهات، وتتعطل المصالح.هذه العملية المعقدة نجدها واقعًا ملموسًا في وسطنا الرياضي. ففي الوقت الذي ننادي فيه برسم صورة حضارية مشرفة لمجتمعنا الرياضي، ونسعى جميعًا لبنائها نجد أن هناك مَن يعمل بعبث لإفساد هذه الصورة دون تقدير للعواقب أو النتائج.في الوقت الذي نسعى فيه إلى نشر الوعي بين الجماهير، والارتقاء بمستوى الفكر الرياضي بعيدًا عن التعصب الممقوت، نجد بعض الإعلاميين، أو حتى رؤساء الأندية ينشرون أفكارًا مضادة، ويتصرفون وكأنهم يعملون في الطرف المعادي، والأمثلة كثيرة على ذلك. وإذا أردتم أن تتأكدوا فانظروا إلى أي مستوى وصلنا عندما نجتمع إلى مناظرة كان محورها صراعًا بين الأحفاد والأجداد، وانتهت بمطلع أغنية الفنان الكبير «عبدالمجيد عبدالله».. (يحلمون).حقًا.. إنه أمر مؤسف أن نصل إلى هذه المرحلة من لغة التخاطب، والحوار التي تعكس صورة سلبية لفكر مجتمعنا الرياضي وثقافته، وهذا هو عين الداء فنحن نشوه الجانب الإيجابي بتصرفاتنا اللامسؤولة بغرض الإثارة والمتعة، متجاهلين ما تخلّفه هذه المعطيات من آثار سلبية على الوسط الرياضي.لست معتادًا على التنظير.. ولست محبًا لعلم المنطق والفلسفة، لكنني أتحدث عن واقع مرير نلمسه في تلك البرامج الحوارية التي تتسابق بحثًا عن مادة دسمة من وجهة نظر إعلامية بغرض إمتاع المشاهد، لكنها في الحقيقة تستخف بعقله، وتهبط بمستوى تفكيره، والسؤال: إلى متى سنتعامل مع المشاهد بسياسة (المخرج عاوز كدا)؟!أناشد أصحاب تلك الأقلام، وأناشد القائمين على تلك البرامج، وأناشد قبلهم رؤساء الأندية بأن يتعاملوا برقيٍّ وحضارة، فقد اكتفينا وشبعنا من المهاترات السخيفة، والمناظرات السمجة التي لا تؤدي إلاّ إلى إثارة الفتن والأحقاد، وسأظل أناشد بصوت عالٍ وأقولها متوسلاً: (ارحمونا).ammarbogis@gmail.com
ارحمونا
تاريخ النشر: 04 يونيو 2010 00:30 KSA
مشكلتنا في العالم العربي أنه لا يوجد لدينا ما يُسمّى بالتخطيط أو التنسيق بين المنظمات لتحقيق الأهداف المشتركة، فتجد أن هناك جهة ما تعمل وتجتهد وتسعى لتحقيق الهدف بكل ما تملك من الوسائل، وفي المقابل تجد جهةً أخرى من المفترض أنها شريكة في تحقيق ذلك الهدف، لكنها -وللأسف الشديد- تعمل عكس التيار، فتتضارب الاتجاهات، وتتعطل المصالح.
A A