لفت الانتباه منذ بداية معرض الكتاب في نسخته الثانية، جدولة تواقيع كتب المؤلفين على المنصات، حيث حرص المنظمون على تخصيص تواقيع كتب الجيل الحديث من المؤلفين في الساعات الأولى من بدء عمل المنصات وإرجاء الجيل القديم إلى نهاية الوقت، ولا يأتي هذا التنظيم كنوع من التهميش أو التقليل من شأن المؤلفين السباقين في المجال والذين يملكون خبرة وحضورًا لا يقدّر بثمن، وإنما كانت الخطوة التنظيمية في تقديم الجيل الجديد بمثابة تحفيز لهم وإيمانًا بقدراتهم في مجال التأليف ومشاركة لهم فرحتهم بإصدارتهم التي في الغالب ما تكون الأولى لهم.
«المدينة» استطلعت مجموعة من مؤلفي الجيل الحديث حول انطباعهم عن تنظيم تواقيع الكتب في المعرض..
تمازج أجيال
بداية تعلق الكاتبة ليلة باعطية صاحبة على إصدارها الأول «الغباء الأزلي» بقولها: كتابي يعكس مبادئي وقناعاتي بكل شفافية، مدعّمة بعدد من القصص والمواقف، كما أنه يحوي بعض أوجه الغباء الفكري المجتمعي الذي يؤدي الرضوخ له إلى المكوث في قوقعة التأخر سواءً العلمي أو العملي.
ماضية من ثم إلى الحديث عن تقديم توقيع الناشئة من المؤلفين على المخضرمين بقولها: وعن تجربة التواقيع فإن تنظيمها هذا العام هو الأفضل، لأنه مازج بين الجيلين وعزز في الجيل الجديد الفخر والاعتزاز بأنفسهم والثقة خاصًة عندما يكون من يجاورهم في المكان والزمان هو شخصية بارزة لها اسمها في المجتمع طالما تمنينا أن نصبح مثلها.
إثبات وجود
وتشير المؤلفة فوز المشعل أن كتابها «قصص لنساء من قلب الوطن» عبارة عن قصص لنساء من الوطن اعتبرها حصيلة جولاتي الإعلامية، حيث حاولت فيه أن أوصل قصصا واقعية وصوت المرأة من داخل السجون والمستشفيات ودور الحماية والمرافق العامة إلى المجتمع.
ماضية إلى القول: أما عن تنظيم المنصات هذا الموسم فهو أثبت لكل ناقد يرى أن منصات التوقيع مجرد عرض بارد لكل كتب لا تحتوي مضمونًا يفيد القارئ؛ بأن الكتب في هذا العام والتي تم توقيعها تخاطب عقول الجيل الجديد وتتوافق مع الأحداث الراهنة وغالبيتها قريبة من وجدان القراء في هذا الوقت الذي يتحكم به عصر التطور والتكنولوجيا وبرامج التواصل. أما بخصوص الكُتّاب الكبار فهم ليسوا بحاجة لإبراز إصداراتهم عبر منصات التوقيع فجمهورهم كفيل بعرضها عبر برامج التواصل الاجتماعي وعبر لقاءاتهم الإعلامية التي كانت بديلة عن تواجدهم في المنصة في كثير من الأحيان.
فصل ضروري
وتخالف المستشارة الإعلامية والكاتبة الدكتور وفاء أبوهادي الآراء السابقة المؤيدة لفكرة الجمع بين الأجيال على منصة التوقيع، حيث ترى أنه «لابد أن يكون هناك فصل ما بينهما فالجيل الجديد له جمهوره وطريقته في كتبه وهذا ما يجعل له طريقة خاصة في التوقيع، والجيل القديم مع تقديرنا لهم فهم الهرم الذي نجلس حوله لنتعلم منه».
مشيرة إلى أن مُؤلفها الجديد «رحلة ألم» قائلة وهو عبارة عن مجموعة خواطر نثرية حاكت الواقع بتفاصيله الاجتماعية والعاطفية والوطنية باختصار خليط من المشاعر التي جمعتها في رحلة ألم ربما لأنها ركزت على بعض جوانب الألم الإنساني من خلال ما استشفيته من حولي، ويعتبر باكورة إنتاجي حيث قمت بتأليفه بسن مبكرة.
نظرة إيجابية
ويخالفها الرأي المؤلف تركي قشلان، صاحب كتاب «ألوانك سر سعادتك»، حيث يقول: وتنظيم المنصات بوضع المؤلفين الشباب في المقدمة تعتبر بنظرة إيجابية إعطاء الجيل الجديد فرصة تحفيزية وليس في ذلك تقليل من قدر الجيل القديم بل هو تقدير للطرفين وإعطاء فرصة لمن هم أقل خبرة.
مبينًا أن كتابه يتحدث عن السعادة والإيجابية وخلاصات كُتبت بعبارات بسيطة خفيفة بمعنى عميق يحتوي على عبارات قصيرة وتطبيقات عملية ومقالات تحفيزية.
ووافقته الرأي المؤلفة رجاء السلمي صاحبة كتاب «عالِقة» الذي ترجمت فيه مجموعة مشاعر وأحاسيس ما بين الطفولة والأنوثة والسعادة والألم، حيث قالت: إعطاء الفرصة في التقدم على المنصات لمؤلفين الجيل الجديد يعتبر خطوة تقديرية وتحفيزية ذات أثر عالٍ في نفوسهم فهو دعم ثقافي مهم وتجديد للأفكار وإثبات لقدراتهم. أما عن المؤلفين ذوو المؤلفات السابقة والعملاقة فهذا التنظيم لا يقلل من شأنهم بل هم يعتبرون بمثابة الأصول ونحن الفروع الممتدة منهم.
الناشئة يتقدمون المخضرمين في منصات التوقيع.. احتفاء بالمستقبل
تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2016 03:06 KSA
A A