يعتبر القانون من أهم مشاهد الحياة الحضارية التي تسير بالأمم نحو الرقي والتقدم ويعد من أبرز ملامح العلم والحضارة والسمو المعرفي .وفي وطني الحبيب تَقدَّم مجال القانون كثيراً حيث أصبحنا نرى واقعاً يضعنا في خطوات تسير في درب التقدم نحو العالم الأول.
وبحكم تخصصي في القانون وخبرتي التي اكتسبتها متنقلاً بين الداخل والخارج في الخليج والعالم العربي وفي أوروبا وأمريكا ولحبي العميق لمهنة المحاماة والاستشارات القانونية وشغفي بكل جديد في هذا العلم الكبير فإني اتمنى أن يعي كل منتسب لهذه المهنة العظيمة أهميتها ودورها والتي تعتبر من أسمى المهن ومجالاً مسانداً للقضاء والعدل وتطبيق الشريعة وإعطاء الحقوق لأصحابها ناهيك أن في هذا المجال إيجابيات تتعلق بالمسائل الانسانية والأخلاقية من الصلح بين المتخاصمين وتقريب وجهات النظر وهي من الأمور الهامة التي يضطلع بها القانوني الإنسان والذي اتخذ المهنة لتكون حرفة ومهنة ومهمة إنسانية وميثاقاً اخلاقياً وشرفاً وطنياً في آن واحد .
هنالك العديد من الأمور التي من شأنها النهوض بهذه المهنة في وطني وخصوصاً وأننا نشهد تطوراً هائلاً في كل المجالات وعلى رأسها القضاء وهو القناة التي لا يستغني عنها الانسان ولا تعيش المجتمعات بدونها ،وهانحن نرى ملامح التطوير في توفير المحاكم المتخصصة وقضاة على قدر من المسؤولية والمهنية والتطور وهو من الأماني التي كانت وستظل من أهم اهتمامات المواطن في حين أن الجامعات في الداخل والخارج تزف سنوياً الى سوق العمل المئات من المحامين الذين تشربوا العمل وارتبطوا بالمهام التدريبية التي أتمنى أن يولى لها أعلى درجات الاهتمام
ونتطلع الى توعية المحامين والمحاميات بأهمية المهنة وحمايتها ممن يدعون الانتساب لها من «الدعوجية « والدخلاء عليها، وأتمنى من وزير العدل رئيس مجلس القضاء الأعلى المكلف وهو الذي يقوم بجهود مميزة في دعم المهنة أن يتم التوجيه بتفعيل الأدوات التي تنظم علاقة المحامي وأن تقوم الإدارة العامة للمحاماة بوقف سلبيات الدخلاء على المهنة والذين يقعون في أخطاء مهنية ويسيئون للمهنة ويتطاولون على عملائهم وزملائهم ويقعون في تجاوزات ويتورطون في أساليب تسيء للمهنة وهي من المهن الأخلاقية المرتبطة بأساسيات وأخلاقيات لا يقبل تجاوزها أبداً ،وآمل أن يكون المواطنون والمواطنات عوناً في توظيف ثقافة القانون وعدم الانسياق وراء هؤلاء الأشخاص الدخلاء على مهنة المحاماة والذين يسيئون للمهنة ولأخلاقياتها .وعلى المحامين والمحاميات أيضاً الالتزام بإظهار المهنة على وجهها الحقيقي وأن يكونوا عوناً لبعضهم وأن لا ينساقوا وراء الهدف المالي ويتجاهلوا الأسس المهنية والاخلاقية للمهنة والتي من شأنها المساهمة في تنمية الوطن وتحقيق رؤية الوطن والمساندة مع الدولة في إبراز الوجه القانوني الحقيقي للمملكة التي تعد الواجهة الأولى في توظيف هذه الثقافة عربياً وعالمياً .
مجال القانون مقبل على تطورات مذهلة في المستقبل القريب والآمال كبيرة والأمنيات عريضة في رفع مستوى الثقافة القانونية وفي توثيق أخلاقيات المهنة وبلورتها في قوالب نظامية متطورة تواكب كل التطور الذي تشهده بلادنا في مختلف المجالات.