Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

على أجنحتهم طرنا

No Image

A A
لا يمكن للإنسان العربي أن يرتفع إلى أي مستوى من الإنسانيَّة، والإبداع من غير التلاؤم، إنسانيَّة راقية وقوية، وليست إنسانيَّة متخلِّفة وضعيفة، التلاؤم هو الوعاء الذي نتحرَّك فيه لنشكِّل فيه أحاسيسنا، وأفكارنا، تلاؤم وتوافق مع شعوب عرفت تحدد اتِّجاهاتها ورصفت لها طرق، جرّبوا كلَّ شيء، ليتغلبوا على كلِّ شيء، للوصول إلى كل شيء، بخطوات واسعة وسريعة فتحت للبشريَّة كل أنواع المعرفة، هؤلاء طرنا على أجنحتهم، ومازلنا ننتظر منهم كل يوم حلولاً وطرقًا نقضي فيها على آلامنا ومتاعبنا، طافوا العالم وبحثوا في أحشاء الأرض والسماء، وتنقلوا في أبعاد الكون، ونحن لم نعبر سوى مسافة ضيِّقة جدًّا هي المسافة الممتدة بين ذاتنا وذواتنا، هذا أقصى، وأقصى ما وصلنا إليه، اعتقدنا أنَّنا قادرون على العيش وحدنا وبدونهم، لكن لما عجزنا ماذا كان البديل؟! ابتكار انفعالات وحماس ونبش في التاريخ؛ تنقيبًا عن عداوات وتفاهات رجعيَّة، هدفها التشويش عليهم، والشتم، والصراخ، والضجيج، صرفنا واستهلكنا كل طاقاتنا في الشتم والاتهام والعنف، واعتقدنا أنَّ العنف هو المخرج الذكي لنا، العنف غباء لا يمكن أن يكون ذكيًّا، أو أخلاقيًّا، ولا يستطيع أن يفهم أو يتواضع، ولا يستطيع أن يكون شيئًا غير نفسه، جنون مدمر، وموت وفناء، اليوم نحن أمام خيار واحد إمَّا نستفيد من التراث العلمي للبشرية عندنا وعندهم، ورؤية الحقيقة بكل احتمالاتها، أو أن نبقى متخلِّفين وجهلة، نحن بحاجة لأن نكون صيغة واحدة في محبتنا وتوافقنا معهم، هذه فرصتنا الوحيدة للوقوف أمام هذا السواد الرجعي المتربص بكل أنواع الحياة التي بداخلنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store