Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قناعات العمر الضائع!!

No Image

A A
قد تبدو لنا قناعات معينة صحيحة ومنطقية في مرحلة من مراحل العمر وفي مرحلة أخرى متقدمة وأكثر نضجًا تبدو لنا نفس القناعات غير منطقية وغريبة نوعًا ما ونبدأ بانتقادها ونشعر حينها أن خياراتنا السابقة تلك ليست صحيحة بل الأدهى من ذلك والأكثر مرارة أننا نستغرب كيف كنا متعلقين ونحارب من أجلها وكأنها نصوص قرآنية!!

وهذه القناعات السابقة قد تكون بأفكار كنا نؤمن بها أو اشخاص حاربنا العالم لأجلهم ومن ثم اكتشفنا بانهم كانوا غير ما كنا نظن بل الصدمة الكبرى اكتشافنا واخيرًا أنهم كانوا مجرد ممثلين بارعين لدرجة الاحتراف بحيث انهم استطاعوا ان يمرروا علينا زيفهم وتمثيلهم البارع الذي جعل منا ألعوبة في أيديهم!!

والسبب في عدم ادراك الكثير منا لهذا الخطأ الفادح هو أن الغالبية منا يظل في دائرة مغلقة ولفترة طويلة الاجل بعيدا عن اكتشاف الحقيقة التي تؤدي بالتالي إلى تغيير القناعات الخاطئة بأشخاص أو افكار أو ثقافة معينة قد تجعلنا نعتمد في احكامنا على الاشياء بعاطفية عمياء لا ترى إلا بعين الحب والتضحية مهما كانت النتائج مستندين في مواقفنا واحكامنا وقناعاتنا على مرجعية تعتمد الجهل والسير خلف العواطف وإهمال الجانب العقلي والفكري كليا ولكننا في تلك الفترة لم نكن نؤمن إلا بتلك القناعات وكأنها ذلك الظلام الدامس الذي حال بيننا وبين نور الحقيقة القابع خلف تلك الاقنعة التي مارست علينا الخداع والتمثيل ولو كنا قرأنا تلك الوجوه بتمعن وعقل بعيدا عن العاطفة لكان ذلك غير الكثير من وضعنا الحالي ولكنا اختصرنا الكثير من الوقت لنصل إلى قناعة بأن ما كنا نراه ايجابيا كان سلبيا وبالكلية وهذه بلا شك نتيجة حتمية لتعصبنا الاعمى لقناعة أو مبدأ معين.. قد يجعلنا نسير في طريق خاطئ ولمسافة كبيرة من حياتنا قد نسميها لاحقا (العمر الضائع).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store