Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صناعة التعصب

No Image

A A
يبدو أنَّ رغبة الظهور الإعلامي، وحب الشهرة أصاب ذلك المعلِّم مثل ما أصاب غيره ممَّن يُسمُّون أنفسهم بمشاهير السوشل ميديا.. حتَّى وإن كانت شهرة البعض منهم، وما يقومون به من تصرُّفات في الأقوال والأفعال لا تسمن، ولا تغني من جوع.

ولقد طالعتنا وسائل التَّواصل مؤخَّرًا بمقطع لأحد المعلِّمين وهو يكتب على السبورة عبارات تدعو للتعصُّب المقيت، ضدَّ نادٍ رياضيٍّ في وقت كان عليه أن يكون قدوة لطلابه.. لكنَّ الشعور بالزهو أحيانًا ينسي البعض ما يجب عليه أن يفعله.. فالرياضة لها من اسمها نصيب، فترويض النفس مطلب ملحٌّ يستطيع كل إنسان أن يخفف انفعالاته، ويحسن تصرفاته في غالبية الأمور إن هو تعلم بعض المهارات البسيطة.

الغريب أنَّ المعلِّم عمل ذلك العمل دون وعي منه بما قد يؤول إليه الأمر.. ويكفي أنَّه عرَّض نفسه للمساءلة من قبل الجهة التي يعمل بها.. ولا أعتقد بأنَّه يستطيع أن ينكر ما نُسب إليه من سوء تصرُّف، فقد وثق ما قام به كتابة، وصوتًا، وصورةً.. ألا يعلم ذلك المعلِّم أنَّ الانتماءات تتعدَّد في البيت الواحد؟ فهل يعني هذا أنَّ مَن يخالفه في رأيه وانتمائه عدوٌّ لدودٌ؟ وماذا لو خالفه في تلك اللحظة أحد الطلاب ممَّن ينتمون لفريق غير فريقه؟

كفانا ما يبثُّه بعض المحسوبين على الإعلام، والأندية من غثٍّ، ودعوة للتعصُّب في وقت يدعو فيه العقلاء والمسؤولون إلى التحلِّي بالخلق الرفيع في كل الأمور، وفي الرياضة على وجه الخصوص؛ كونها منطلق حديثنا هنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store