عاد الصراع بين النادي الأدبي الثقافي بجدة وفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة للواجهة مرة أخرى حول مبنى النادي القديم، والذي حلت فيه الجمعية قبل خمس سنوات على إثر اتفاقية منفعة وقعها رئيس الجمعية السابق عبدالله التعزي، مع رئيس النادي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني، في خطوة رأي فيها بعضهم تجاوزًا من القحطاني لصلاحياته، وتوغلاً على صلاحيات الجمعية العمومية، التي تملك هذا الحق وفق لائحة الأندية الأدبية.. وأذعن النادي الأدبي للأمر الواقع بقبول الاتفاقية التي انقضى أجلها، غير أن إدارة الجمعية رفضت مغادرة المبنى، ما لم تحصل على مقرها الجديد أو أي مبنى مجهز، أو «بخطاب رسمي من جهة رسمية كالإمارة أو المحافظة»، على حد قول رئيسها الدكتور عمر الجاسر، مستندة في موقفها إلى الزعم بأن «الأرض التي يقع عليها المبنى ليس ملكًا للنادي ولا وزارة الثقافة وإنما ملك لأمانة مدينة جدة»، الأمر الذي ينفيه الأديب عبدالفتاح أبومدين، بالتأكيد على أن أرض النادي المتنازع عليها الآن حصل عليها من أمانة جدة عن طريق المهندس محمد سعيد فارسي، وبناؤها شارك فيه العديد من رجال الأعمال بجدة، الأمر الذي وجد التعضيد من قبل عضو الجمعية العمومية بالنادي محمد على قدس..
«الأربعاء» استجلى موقف الأطراف المختلفة من قضية المبنى القديم للنادى، غير أن الرئيس السابق للنادي، الدكتور عبدالمحسن القحطاني رفض الحديث حول القضية.. وبقيت بقية الآراء طي هذه السطور..
السلمي: سنتبع النظام لاسترداد ممتلكات النادي والحفاظ عليها
ويكشف رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله عويقل السلمي حقيقة الوضع بقوله: إن إدارة النادي إذ توضح ذلك لعموم أدباء ومثقفي جدة وأعضاء جمعيته العمومية تدرك أنها حمّلت الأمانة من قبل أدباء جدة وجمعية النادي العمومية للحفاظ على ممتلكات النادي، وتؤدي مسؤوليتها وفق كل الإجراءات النظامية، وتؤكد أن ستتبع كل الوسائل النظامية لاسترداد ممتلكات النادي، وستعالج هذا الأمر وفق ما يمليه عليهم واجبهم الإداري والثقافي. ويثمن مجلس الإدارة لأعضاء الجمعية العمومية بعامة ولأستاذنا الفاضل الذي في طليعة المتابعين والمهتمين عبدالفتاح أبومدين الذي تقدم بخطابات متتالية، حول هذا الأمر لمعالي وزير الثقافة والإعلام مباشرة، حول عدم أحقية المجلس السابق بإعطاء مبنى تعب فيه أدباء أفنوا أعمارهم في خدمته وصيانته والحفاظ عليه.
رفض القحطاني
«الأربعاء» اتصل بالدكتور عبدالمحسن القحطاني، رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة السابق، بوصفه طرفًا أصيلاً في الصراح حول المبنى، بما وقعه من عقد انتفاع لمبنى النادي مع مدير جمعية الثقافة والفنون السابق عبدالله التعزي؛ ولكنه رفض الحديث حول هذا الموضوع.
أبومدين: لو كنت في النادي لن يستمروا حتى لو هدمت المبنى
وينحاز الأديب عبدالفتاح أبومدين الرئيس السابق لمجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة إلى أحقية النادي بمقره، مطالبًا «فنون جدة» برد الحقوق إلى أهلها، قائلاً: تم منح النادي الأدبي بجدة أرضًا من أمانة جدة عن طريق المهندس محمد سعيد فارسي، وقد قام ببناء هذا المبنى عدد من رجال الأعمال بجدة، وكان الدور الأكبر لإسماعيل أبو داود، رئيس الغرفة التجارية بجدة في ذلك الوقت؛ ولكن مع الأسف لم يتم إفراغ هذه الأرض للنادي رغم مطالباتنا لسنوات لوزارة الثقافة والإعلام بالاهتمام بنقل ملكيتها للنادي، ويضيف أبومدين: إن الأرض ملك لنادي جدة الأدبي، ولا يستطيع أحد أخذها، وقد احتلت جمعية الثقافة والفنون بجدة هذا المبنى من خلال الدكتور عبدالمحسن القحطاني، ولو كنت في النادي فلن يستمروا يومًا واحدًا حتى لو هدمت المبنى، فقد استمرت الجمعية لمدة خمس سنوات تؤجر صالاته ومسرحه والنادي لا يحصل على شيء، فقد كانت الجمعية مستأجرة مبنى بمبلغ 200 ألف ريال، والآن محتلين مبنى النادي يأجرونه ويكسبون من خلاله.
قدس: الجمعية تتجاهل الاتصالات وأخذت المبنى «بارد مبرد»
ويرصد عضو الجمعية العمومية بالنادي محمد على قدس تفاصيل الجهود التي بذلت من أجل إنشاء مقر نادي جدة الأدبي بقوله: كان حلمنا أن نرى صرحًا يكون مقرًّا لنادي جدة الأدبي، ويكون معلمًا من معالم جدة، خاصة وأن النادي ظل متنقلا منذ تأسيسه عام 1395هـ في مبانٍ مستأجرة كان آخرها شقة في طريق المدينة للإدارة واجتماعات المجلس أما النشاطات، فكانت تقام في أماكن مختلفة منها الجامعة، جريدة المدينة، نادي الاتحاد، فندق ماريوت، وآخرها في فندق العطاس حين بدأت نشاطات النادي تشتعل وتغير مجرى الثقافة وتوجهاتها. إلى أن تحقق الحلم على يد أمين مدينة جدة الأسبق معالي المهندس محمد سعيد فارسي، الذي منحنا الأرض التي أقيم عليها المبنى الذي تحتله الجمعية، والمبنى الجديد الذي تبرع به أبناء الشيخ عباس شربتلي.في نفس المنطقة وبالقرب من المبنى الذي أقامه المصور الفوتوغرافي الرائد خالد خضر وقد منح الأرض من قبل المهندس الفارسي. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أوعز لتجار وشركات جدة للتبرع لبناء مبنى للنادي ومن بينهم رجال أعمال ممن يعتبرون من الأدباء كالشيخ عبدالمقصود خوجة وعلي فدعق وتشكلت لجنة كنت من بين أعضائها ومعنا الدكتور عبدالله مناع، وتم جمع ما يقارب الستة ملايين ريال سلمت شيكاتها للمقاول «شركة داركم» للمهندس حيدر أسعد وواجهتنا مشكلات مع المقاول حيث لم ينهِ إكمال مشروع المبنى بدعوى أن المبلغ المسلم له لا يكفي، وتمت تسوية الخلاف من قبل الغرفة التجارية بجدة وتواصلت اجتماعاتنا مع أمين عام الغرفة الأسبق الدكتور عبدالله دحلان ورئيس الغرفة - حينها - الشيخ إسماعيل أبو داود الذي تبرع بتجهيز قاعة المحاضرات على أن يطلق اسمه عليها، وكلفت العديد من الشركات بإكمال المبنى وتجهيزه كل في مجال تخصصه،
ويستطرد قدس في حديثه مضيفًا: لم يكن هناك من يمثل جمعية الثقافة والفنون الذين كانت لهم علاقة بعيدة وليس هناك أي نوع من التعاون مع النادي كما هو الحال الآن، لذا أستغرب من الذي يدعي أن المبنى للأدباء والفنانين، وإذا كانوا يدعون أن الأرض للأمانة ولهم حق فيها فهل الأراضي التي هي للأمانة ومنحت في نفس المنطقة وأقربها بما يتفق مع تخصصهم الأرض التي عليها متحف خالد خضر يحق للجمعية المطالبة بها؟
ويختم قدس بقوله: الأمر الآخر هناك عقد تم بموجبه تمكين الجمعية من اتخاذ المبنى مقرًّا لها لمدة محدودة، وانتهت المدة هل تلام إدارة النادي من أنها تريد انهاء العقد أو على الأقل التفاوض بشأن تجديده. وللعلم الجمعية الآن لا يوجد بينها وبين إدارة النادي أي تعاون أو تنسيق بل هم يتجاهلون أي اتصال ولا يتجاوبون كما لو أن لهم الحق في وضع يدهم على المبنى «بارد مبرد».
الجاسر: لن نخرج إلا بخطاب رسمي.. ومطالبتهم لكسب الأصوات
تحدث مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الدكتور عمر الجاسر حيث قال: وجودنا في هذا المقر مؤقت بعد أن تم اعتماد المركز العالمي للفنون الذي سوف يتم إنشاؤه في المطار القديم بجدة؛ حيث حصلنا على مساحة 5000 متر مقرًا للجمعية، وقد تكفل عدد من رجال الأعمال بتشييد هذا المبنى كالدكتور عبدالله دحلان والشيخ أحمد باديب ومعهم 20 رجل أعمال من جدة، ولن نخرج من هذا المبنى إلا لمقرنا الجديد أو مبنى بديل مجهز، وخروجنا لن يكون إلا بخطاب رسمي من جهة رسمية كالإمارة او المحافظة؛ لأن الأرض التي يقع عليها المبنى ليست ملكًا للنادي ولا لوزارة الثقافة وإنما ملك لأمانة مدينة جدة.
ويختم الجاسر حديثه بقوله: لقد تم توقيع عقد بين رئيس النادي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني ورئيس الجمعية السابق عبدالله التعزي عقد انتفاع لمده خمس سنوات، وانتهت هذه المدة؛ ولكن لا يوجد لدينا بديل، وأعتقد أن أسباب مطالبة رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة لنا بالخروج من أجل كسب العديد من الأصوات في الانتخابات وهذا لن يتحقق.
بيان من النادي الأدبي الثقافي بجدة
تابع النادي الأدبي بجدة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول مبنى النادي القديم الذي تنتفع به مؤقتًا جمعية الثقافة والفنون حاليًا، ويود النادي أن يدون النقاط الأتية:
أولاً: أُعطي المبنى القديم من قبل إدارة النادي السابقة لجمعية الثقافة والفنون بتاريخ 29 /12 /1432هـ. وفق عقد تم توقيعه بين الطرفين ومحدد بخمس سنوات وخطاب تسلم وتسليم وفق اشتراطات تحدد كيفية الانتفاع ومدته.
ثانيًا: حرصت إدارة النادي الحالية في إحداث قدر من الانسجام والتنسيق والتكامل مع الجمعية سواء على مستوى تسوية المشتركات كالكهرباء والماء والأسوار والحراسات وعلى مستوى البرامج، تجنبًا للتعارض أو للازدواج الذي قد يضر بالطريق العام وبالجيران وبالمثقفين المرتادين للمؤسستين. وقد وجد النادي تجاوبًا كبيرًا من قبل مدير الجمعية السابق.
ثالثًا: حرصًا من النادي على نظامية العطاء تم الرفع للوزارة بشأنه، وأحيل للإدارة القانونية، والتي رأت عدم شرعية قرار مجلس الإدارة السابق، ووردنا خطاب الوزارة رقم 246 /ش/5 تاريخ 26 /5 /1436هـ يفيد أن حق إعطاء المبنى لأي جهة لا يملكه إلا أعضاء الجمعية العامة للنادي، أو دفع الإيجار ومرفق صورة الخطاب.
رابعًا: بعد مجيء مدير الجمعية الحالي بدأ بالعبث بالمنظر العام للمبنى بتكسير بعض جوانبه ووضع سلالم مستحدثة تشوه المبنى ووضع مخالفات في أسوار النادي الجانبية وبناء مزيد من الغرف من جهة الحراس وأحضر حراسة على البوابة الرئيسة للنادي تمنع الموظفين وأعضاء مجلس الإدارة من دخوله ولدى إدارة النادي شكاوى المحاضر بذلك. وهذه التصرفات دفعت إدارة النادي لمخاطبته رسميًا وطلب التوقف عن هذا العبث إلا أنه رفض تسلم وتسليم أي خطاب من النادي، وبدأ في تأجير قاعة المبنى على جهات مجهولة وإقامة، بزارات في السور الخارجي وعرض للسيارات على شكل جوائز أو دعايات لشركات؛ وإقامة مسامرات ليلية تستمر إلى الصباح، مخالفًا بذلك تعليمات سمو أمير المنطقة، مما شوّه صورة النادي الأدبي بجدة الذي عُرف به، وأضرّ بسمعته وممتلكاته وضايق زائري النادي ومرتاديه ومنسوبيه.
خامسًا: حاولت إدارة النادي تحمل كل تلك المخالفات ومعالجتها، وتهدئة أعضاء الجمعية العمومية للنادي، حرصًا من النادي على سمعة المؤسستين وسعيا لإبقاء جسر للحل الودي والتجاوب، ولم تجد إدارة النادي أي بادرة للتعاون حتى انتهت فترة عطاء الإدارة السابقة بتاريخ 29 /12 /1432هـ ثم قامت إدارة النادي بمخاطبة فرع جمعية الثقافة والفنون بخطابها رقم 10/ أ.ج وتاريخ 3/ 1/ 1438هـ وصورة منه لمعالي الوزير ووكيل الوزارة ومدير جمعيات الثقافة والفنون في الوزارة، بإخطارهم بانتهاء المدة ومن ثمّ التقدم بطلب التجديد أو الإخلاء أو ما يتفق عليه الطرفان؛ غير أن إدارة النادي وبالرغم من إرسال خطابات تعقيبية أخرى لم تجد تجاوبًا معها أو إجابة على خطاباتها، بل رفض مدير فرع الجمعية بجدة تسلم الخطابات بحجة أن لدية تعليمات من مدير عام الجمعيات بعدم التفاهم مع النادي أو قبول أي شيء من النادي.
سادسًا: شكل مجلس الإدارة من أعضائه لجنة مكونة من ثلاثة أعضاء للمفاهمة مع مدير فرع جمعية الثقافة والفنون وحل الموضوع بالطرق الودية، لتكون للجمعية مشروعية البقاء في المبنى غير أن أعضاء المجلس لم يجدوا تجاوبًا من مدير الجمعية وكرر لهم قوله: «لدي تعليمات بعدم كتابة أي شيء للنادي أو قبول أي شيء منه وعدم تسلم أو تسليم أي خطاب من النادي...»
سابعًا: تقدم عدد من أعضاء الجمعية العمومية في النادي بخطاب لرئيسه موقع من 25 عضوًا يوجهون فيه اللوم للمجلس على تفريطه - كما فعل سلفه- في التراخي في إعادة مبنى النادي الذي أعطي بدون حق لجمعية الثقافة والفنون، ويطالبون المجلس بأخذ كل الإجراءات القانونية ويطلبون عقد جمعية استثنائية لاتخاذ القرار المناسب.
«أدبي جدة» يسعى لاسترجاع مبناه.. و«فنون جدة» ترفض الإخلاء
تاريخ النشر: 11 يناير 2017 03:04 KSA
قضية تشغل المشهد الثقافي..
A A