لكُلِّ شَعبٍ مِن شعُوب الكُرَة الأَرضيَّة؛ صِفَاتٌ تُميّزه عَن غَيره، وهَذه المَزَايَا أَو العيُوب والمَحَاسِن؛ يَعتَني بِهَا ويَرصدها عُلَمَاء الاجتمَاع، مِن أَمثَال العَالِم المِصري «جمال حمدان»، الذي كَتَبَ كِتَاب «شَخصيَّة مِصر»، أو العَالِم العِرَاقي الذي كَتَبَ كِتَاب «شَخصيَّة الفَرد العِرَاقِي»..!
أَظنُّ –ولَيس كُلّ الظَّن إِثم- أَنَّ الشَّخصيَّة العَربيَّة لَهَا مَزَايَا تُميِّزها عَن غَيرها، وقَد ذَكَرَ البَاحث الدّكتور «حسن حميد» شَيئاً مِنهَا؛ فِي كِتَابه «الذِّهنيَّة العَربيَّة»..!
لقَد اطّلعتُ عَلَى كُلِّ هَذه الدِّرَاسَات تَقريباً، وتَوصَّلتُ إلَى نَظريَّة عَرفجيَّة تَقول: إذَا أَردتَ أَنْ تَعرف الصَّوَاب، فحَاول أَنْ تَتبنَّى عَكس الآرَاء التي يَتبنَّاهَا العَرَب، وهَذَا تَأكيد لمَقولة مُفكِّرنا الكَبير «إبراهيم البليهي»: «مَا تَنَازَع اثنَان عَبر التَّاريخ، إلَّا مَال العَرب مَع الأَقرَب إلَى البَاطِل، والأَبعَد عَن الحَق»..!
لذَلك صِرتُ أَتأمَّل الطَّريق الذي يَسير فِيهِ العَرَب، وأَعرف أَنَّ عَكسه هو الصَّوَاب، وهَذه طَريقتي مُنذ سَنوَات، وإليكُم الأَدلِّة:
قبل (8) سنوات، فاز السيّد «أوباما» برِئَاسة أَمريكا، وحين قَرأت وشَاهدت حَمَاس العَرَب لَه، تَأكدت أنَّه «رَئيس مَضروب»، و«مَقلب كَبير»، لِذَلك فِي أَوّل يَوم دَخل فِيهِ إلَى البَيت الأَبيض، كَتبتُ مَقالاً في صَحيفة إيلَاف، أكَّدتُ فِيهِ أَنَّ العَرَب سيَعضّون أَصَابِع النَّدَم بَعد (8) سَنوَات، عَلى اليَوم الذي فَرحوا فِيهِ بفَوز «أوباما» بالرِّئَاسَة..!
فِي الجَانب الآخَر، بَدَأ العَرب مُنذ سَنَة يَشتمون «ترامب»، حِينهَا أَدركتُ أَنَّ النَّجَاح سيَكون حَليفه، لذلك قَبل سَنَة تَقريباً، أَعلنتُ حَمَاسي لـ«ترامب»، وأنَّه هو الرَّئيس القَادم بِلَا جِدَال، ولَيس هَذا شَطارة مِنّي، بَل تَطبيقاً للنَّظريَّة القَائِلَة: إنّ العرب يَبتَعدون عَن الصَّوَاب، لذَلك إذَا ابتَعدُوا عَن شَيء، فاعلَم أنَّه هو الجَواد الفَائِز..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ أَقول: هَذه كِتَابة أَوَّليَّة لدِرَاسة الفِكر العَربي، وهي دِرَاسَة -كغَيرهَا مِن الدِّرَاسَات- تَحتَمل الصَّواب والخَطأ، والتَّحليل والتَّجريب..!!.