بعد أن حوّل العراق الحشد الشعبي الشيعي الموالي لإيران إلى مؤسسة عسكرية عراقية رسمية بدا الحديث داخل البرلمان العراقي على تغيير مسماه من الحشد الى الحرس الثوري على غرار تجربة الحرس الثوري الايراني وتحت اشراف قائد فيلق القدس قاسم سليماني لترسيخه كقوة عسكرية وسياسية معترف بها لتكون ذراعا ايرانية في المنطقة العربية لتسهيل الاهداف التوسعية لنظام ولاية الفقيه.
قائد سابق للحرس الإيراني يشرف على إنشائه
ايران اختارت قائد الحرس الثوري الايراني السابق محسن رفيق دوست وأحد مؤسسيه لإنشاء الحرس الثوري العراقي وجاء ليضفي على الحشد الشعبي دوراً إقليمياً فيه تهديد لدول الجوار، فضلاً عن إعطائه شرعية سياسية حينما يحمل صفة الدولة، ومن ثم يضمن عدم حلّه مستقبلا.
التدخل الايراني القوي في الشؤون العراقية حوّل العراق الى حديقة خلفية لإيران،وما يؤكد التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي ما أعلنه وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، من أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، يعمل مستشاراً للحكومة، ما يدفع نحو الاعتقاد بوصاية تمارسها إيران على العراق، ودفع قادة الحشد الشعبي نحو الطموحات السياسية بجانب العسكرية لشرعنة ما يقوم به.
دور عسكري أكبر للحشد يتجاوز حدود العراق
القرار الايراني بتحويل مليشيات الحشد الشعبي إلى حرس ثوري، والإعلان عن وجود سليماني مستشاراً للحكومة العراقية ما هو إلا تأكيد لهيمنة إيران على العراق، وتأكيد لشرعية تسليح الحشد، ما يوحي بدور عسكري أكبر يتجاوز حدود العراق، وهو ما يحقق ما قاله بعض قادة مليشيات الحشد الشعبي، يوماً، من توعدهم بتوسيع أعمالهم خارج أراضي العراق.
« الخراساني» نموذج لتحويل الحشد إلى حرس
النائب الإيراني محمد صالح جوكار واحد ممن طالبوا بتشكيل قوات «حرس ثوري» في العراق على غرار الموجود في إيران، واقترح دمج الفصائل والمليشيات الشيعية، وجعل مليشيا «سرايا الخراساني» نواة لها، مشيداً بتجربة الحرس الثوري الإيراني التي اعتبرها ناجحة ورائدة لدول المنطقة.
جوكار اعتبر أن سرايا الخراساني نواة أساسية اعتماداً على «سجلها الحافل بالإنجازات»، مبديا استعداد بلاده «لتزويد العراقيين بنمط وهيكلية هذه القوات، ليتمكن العراق من تشكيل قوات حرسه»، ومشيداً بنجاح تجربة الحرس الثوري في «سوريا واليمن والعراق».وتعتبر»سرايا الخراساني» أداة قمع للشعب العراقي، بل لم تتوار تصريحات قادتها بتبعيتهم للحرس الثوري الإيراني، خاصةً في أزمة المنطقة الخضراء وسط بغداد وكان حميد تقوى، الجنرال بالحرس الثوري الإيراني، أسس «سرايا الخراساني» لمواجهة تنظيم الدولة في مدينة سامراء العراقية، حيث تشكلت في إيران من عناصر عراقية تحت إمرة ضباط في الحرس الثوري الإيراني.
سرايا الخراساني عميلة لإيران
الأمين العام لمليشيات سرايا الخراساني، على الياسري، أعلن في لقاء متلفز أن حركته «تتبع ولاية الإمام الفقيه في إيران ولا تتبع النظام العراقي»، وأكد الياسري ذلك بقوله عن ولاية الفقيه: «ندين بالولاء لخامنئي لأنه يقدم لنا كل ما نحتاجه من دعم، ونحن نؤمن أن هذا هو الطريق الذي سيؤدي إلى وحدة الأمة الإسلامية ونصرها الذي أصبح واضحاً الآن»، بل شدد على أن تبعية المليشيات هي «للخامنئي وليس للسيستاني»، حسبما ذكرت صحيفة القدس العربي في 16 أبريل 2015.وبحسب دراسة معهد العمل الأمريكي، فإن ما بين 12 إلى 22 مليار دولار ستوجه للأنشطة الإرهابية، التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني هذا العام، ويؤكد التقرير أن الحرس الثوري يدعم نشاط المنظمات الإرهابية، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. كما ترسل إيران مليارات الدولارات وتقدم المساعدة العسكرية إلى سوريا.
تحويل الحشد الشعبي إلى حرس ثوري بإشراف من سليماني
تاريخ النشر: 12 يناير 2017 03:05 KSA
البرلمان العراقي يدرس المسألة
A A