تفاعل عدد من أعضاء الجمعية العمومية بنادي جدة الأدبي مع قضية موضوع المبنى الذي تطالب به إدارة النادي، مؤكدين أنه لا يحق لجمعية الثقافة والفنون أن تكابر في هذا الأمر، بل ومطالبين الجمعية بإخلاء المبنى فورًا وتقديم خطاب شكر لإدارة النادي على موافقتهم باستضافتهم السنوات الماضية، والتي كان على القائمين على الجمعية خلال تلك السنوات العمل على إيجاد مبنى لهم، بدلا من نكران المعروف وتجاهل الحقائق التي تؤكد أحقة النادي الأدبي لمبناه.
يجب محاسبة الجمعية
في البداية قالت الأكاديمية الناقدة أسماء الأحمدي: لا يخفى عليكم أنه حين يتعدّد القادة مهما بلغ نجاحهم وتترّست جهودهم لغرس قيم إنتاجية ناهضة بالوطن، فإن ذلك يسبب فشلًا ذريعًا على المدى الطويل، فإن تمكن من تجاوز الاختلاف القائم اليوم - بين جهتين يعوّل عليها في إحداث تحوّل نهضوي- بحجّة حاجة الجمعيّة لمكان تستكمل من خلاله مسيرتها، لا يمكن تجاوزه غدًا، فما بُني على عماد هشّ -أرض لا يملك مشروعيّة الإقامة بها، وليس بيده ما يثبت أحقيته في المكوث- ستتبيّن نتوءاته ولو بعد حين؛ لذا خطوة إقرار الموقف وكينونة المكان وزمام الرّيادة في صالح جمعية الفنون في المقام الأول؛ فالمسألة ليست استجداءً للشفقة وتجييشًا للاتباع وتشكيكًا في النيّات وطلبًا للمعونة، بقدر أنها تتعلّق بمؤسّسة ثقافيّة تعود للوطن، وينبغي أن تتضح مهامها ويكون لها مقرًا خاصًّا بها لا بغيرها، فإن منحت فرصة الإقامة تسامحًا وكرمًا من الإدارة السّابقة- كان عليها أن ترتّب أوراقها في المدة تلك- لا يعني أنّه أصبح مقرًّا دائمًا لها؛ ممّا يُثير حفيظتها لتزمجر وترتعد لقلب الحقائق، لذا وجب التّحرّك الجادّ من قبل وزارة الثقافة والإعلام التي تعي تفاصيل إنشاء المقر ومن المسؤول المباشر عنه ومن بحاجته، والمحاسبة في حال أقدمت الجمعية على تجاوز ما، وهي الٌأقدر على الفصل التّام والبت العادل في مسألة عار على الثقافة ومؤسساتها الوقوع بها!!!
عليهم شكر النادي
وقال الكاتب محمد الكناني: أرى أنه لا ينبغي على جمعية الثقافة والفنون تسليم المقر للنادي الأدبي فحسب، بل وتقديم خطاب شكر للنادي على منحه أحد مرافقه ليكون مقرا للجمعية لمدة خمس سنوات، مارست فيه أنشطتها. هذا ما على الجمعية فعله من باب الوفاء ورد الجميل. أما نكران الجميل ومقابلة المعروف بالجحود ومحاولة سلب مبنى بأكمله، فهذا غير مقبول. أنا أعتقد أن هذه الضجة التي أثارها المنتمون للجمعية هي لمجرد استدرار شفقة أمانة جدة وعاطفة رجال أعمال «جارة البحر» ليتبرعوا لهم بمقر، ولهم أقول: ما هكذا تورد الإبل، إذ كان الأحرى بكم مخاطبة الأمانة مبكرا لتمنحكم مقرًا، أو طلب مساعدة أثرياء المدينة الجميلة في هذا الشأن. وأضاف الكناني: إن العارفين بالأمور يدركون أن المقر جزء من النادي، وأن الصراع الذي افتعلته الجمعية يحسب عليها، لا لها.
استكبار غير مبرر
وأخيرًا يقول القاص سلطان العيسي: يؤلمني حقيقة عدم وجود مبنى يليق بالجمعية في جدة، وفي نفس الوقت نحن كأعضاء في النادي مؤتمنون على النادي الأدبي ومرافقه وموجوداته، ومن حق مرتادي النادي الاستفادة القصوى من تلك المرافق؛ لذلك يؤلمني الاستكبار غير المبرر من قبل إدارة جمعية الثقافة والفنون ورفضهم تسليم المبنى لأصحابه، وهو حق أصيل للنادي، رغم مخاطبة إدارة النادي لهم بهذا الشأن، ومحاولة الوصول لحل مرضي للطرفين. لذلك أرى أن على إدارة الجمعية تسليم المبنى، والخروج لمبنى يليق ويتوائم مع أنشطة الجمعية الفنية والثقافية.
أعضاء بـ«عمومية أدبي جدة»: يا جمعية الفنون أعيدي مبنانا
تاريخ النشر: 12 يناير 2017 03:07 KSA
A A