بدء التحقيقات مع والد دارين.. ولجنة المحامين تتبرع للدفاع عن والدتها

فتحت هيئة التحقيق والادعاء العام بالعاصمة المقدسة أمس الخميس تحقيقًا موسعًا مع والد الطفلة المعنفة «دارين» تمهيدًا لمعرفة كافة الملابسات، وكشفت لجنة المحامين عن تشكيل فريق للدفاع عن المرأة في حال استدعى الأمر وجود محامين، وستعمل اللجنة على نقل الحضانة إلى والدة الطفلة إذا ما ثبت تهمة التعنيف على الأب، كما شارك فرع مكتب الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في القضية من خلال وجوده في الميدان -منذ انتشار المقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي- بالإضافة إلى زيارة الطفلة في المستشفى للتأكد والاطمئنان على سلامتها.

على جانب آخر كشف المحامي والمستشار القانوني نبيل قملو عن شق مختلف في القضية لافتًا إلى الجريمة التي ارتكبها من قام بنشر هوية المدعو «حركة» ونسب الطفلة له باعتبارها ابنته مؤكدًا أن هؤلاء قاموا بنشر معلومات شخصية مواطن ليس له علاقة بالموضوع تمامًا وهذا يعاقب عليه ضمن مكافحة الجرائم المعلوماتية.

واقعة مؤسفة

الدكتور محمد السهلي عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ووكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى قال: إن ما انتشر من مقطع فيديو تعنيف الطفلة دارين من أب سعودي وأم سورية واقعة مؤسفة ومؤلمة ولا تمت إلى الإسلام بأي صلة ولا إلى عاداتنا وتقاليد هذه البلاد كما أن ديننا قد حث على العطف والرحمة بصفة عامة قال: صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن. وقال: أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. وكان يقبِّل أبناءه وأحفاده وهذا دين رحمة ولا يمت إلى تقاليد هذه البلاد المباركة والتي نشأت بفضل الله على تطبيق الشريعة الإسلامية وعلى التكاتف والرحمة، لافتًا إلى أن ما رأيناه «صورة نشاز». وقال: إن حكومة خادم الحرمين الشريفين قد وقعت على اتفاقية حقوق وحماية الطفل وأنشأت هيئة للحماية الأسرية. وأشار الدكتور السهلي إلى أن الجمعية فور علمها بالموضوع كانت في الميدان وذهبت إلى المستشفى الذي احتضن الطفلة لكي يقوم بالفحص عليها لتسجيل الواقعة في مركز الشرطة الذي تفاعل مع الحادثة واتخذ إجراءاتها وأضاف: إن الزوجة أيضًا مشاركة في الخطأ من خلال موافقتها الزواج من الشاب بدون تصريح ومخالفة الأنظمة والقرارات وأهلها مشاركون من خلال موافقة والدها على زواج مخالف للأنظمة ولم يسألوا عن الشخص جيدًا وينبغي على الجميع أن يكون لهم اللوم أو جزء من العقوبة مبيِّنًا أن بعضهم حاول الإساءة إلى المملكة من خلال تصويرها في وسائل الإعلام بأنها قضية مجتمع سعودي ومن صفاته وأثيرت بشكل غير صحيح ونطالب وزير الإعلام بمساءلة القناة التي عملت على إظهار مجتمعنا بشكل مجافٍ للحقيقة ونؤكد على ضرورة الابتعاد عن مثل هذه الزواجات المخالفة وعلى الجهات المعنية ضرورة وضع قرار إلزامي للكشف النفسي قبل عقد الزواج سواء عند مأذون الأنكحة أو محاكم الأحوال الشخصية.

فريق قانوني

المحامي والمستشار القانوني نبيل قملو أكد تشكيل فريق قانوني بالتنسيق مع رئيس لجنة المحامين ياسين خياط لتولي شكوى الأم إذا احتاجت لمحامين للترافع عنها والدفاع عن حقوقها وحقوق ابنتها والعمل على جلب الحضانة لها كون الأب لا يصلح أن يكون حاضنًا وهنا مصلحة المحضون أهم، مبيِّنًا لـ»المدينة» أنه من خلالها يود أن تسهم في إيصال الفريق لها أو الأم للجنة ومنذ الصباح قمنا بالاجتماع في اللجنة لنكون جاهزين وعملنا بعض الاتصالات بالشرطة وفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للتأكد من الموضوع ونحن نتابع القضية عن كثب وسنتولى الدفاع عنها.

وأشار المحامي والمستشار القانوني قملو بالنسبة لموضوع الطفلة المعنفة هناك شقان الشق الأول يتعلق بالأشخاص الذين قاموا بنشر هوية المدعو « حركة « فهؤلاء أخطأوا بنشر معلومات شخصية مواطن ليس له علاقة بالموضوع تمامًا وهذا يعاقب عليه ضمن مكافحة الجرائم المعلوماتية و أما ما يخص الطفلة المعنفة سوف يلحق والدها قضية في حال قامت والدة الطفلة بتقديم شكوى رسمية يتم إحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام وحال إقراره بتعنيفها وجرى تحويلها إلى الطب الشرعي سوف يتم تحويله إلى المحكمة الجزائية

دار الحماية

من جهته أوضح حمدي يونس مدير مكتب العمل والتنمية الاجتماعية بالعاصمة المقدسة لـ»المدينة» أن الطفلة هي الآن في حضانة دار الحماية الاجتماعية وهي بصحة ممتازة حيث خضعت يوم أمس الأول لمباشرة الفريق لحالتها وتحويلها للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة لها سواء الصحية أو النفسية أو الطبية وسيتم تسليمها لذويها حسب الشرع ووفق الأنظمة والتعليمات التي ستصدر من جهات الاختصاص.

الفطرة السليمة

الناطق الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرمة العقيد دكتور عاطي عطية القرشي قال: إنه بالإشارة للمقاطع المتداولة في مواقع التوصل الاجتماعي بقيام شخص بممارسة العنف لطفلته الرضيعة وضربها ببشاعة بما يتنافى مع الفطرة السليمة وتعاليم الدين الحنيف وبناءً عليه باشرت شرطة العاصمة المقدسة إجراءات البحث والتحري عنه وفي مساء اليوم الاربعاء 1438/4/13هـ وتم القبض عليه واتضح أنه سعودي 29 سنة كما تم العثور على الطفلة وهي بصحة جيدة وتم تسليمها لدار الحماية الاجتماعية واستكمال إجراءات الضبط وستباشر الجهات المختصة إجراءات القضية وفق الأنظمة.