.. تذكرون قضية سوا والأسهم والمضاربات الوهمية، وذلك الهوس المحموم الذي جعلنا نطارد ونتطارد خلف تكسُّب غيبي، مجهول، مثير..؟!
(1)
.. هذا التطارد في الكسب وصل بنا حد السخرية والحماقة وتذكرون حكاية مكائن الخياطة والزئبق الأحمر..؟! والمشعوذين الأفارقة وجلب الكنوز..؟!
(2)
.. إنها حالة اجتماعية أفرزها جنون أحلام الرؤوس الجوفاء في الكسب البارد المبرد والسريع..!!
(3)
.. إن ما حدث كان خللًا في القيمة الحقيقية لمعايير البناء الإنساني والمجتمعي والمعرفي وقد خلق هذا مشهدًا غوغائيًا اتسم بسذاجة للعقل وتسطيح للفكر وضياع للرشد وغياب للحكمة..!!
(4)
.. هذا استوقفني وأنا أتأمَّل معايير الكسب عند أطياف المجتمع واختلافها بين شخصٍ وآخر.. وارتباط هذه المعايير بقناعات الناس..!!
(5)
.. بسطاء في مجالسهم يتحدَّثون عن دعم الدولة، يطرحون ويقسمون ويجمعون، وهو قد لا يُجاوز الألف كثيرًا، لكنهم يبتسمون لأنهم يرونه كسبًا بجهدٍ بارد.. دون إدراك لحجم الغلاء القادم..!!
(6)
.. في مجالس أخرى أثرياء يثرثرون عن ارتفاع الأسعار والخدمات والرسوم والقيمة المضافة ثم إذا وجوههم عبوسًا قمطريرًا..!!
(8)
.. وتأمَّلت هذه المعايير من جوانب أخرى..! .. باحث يعكف شهورًا بين كتبه ومصادره ثم لا يتقاضى في جلسة علمية أكثر من ألفي ريال حسب اللوائح المحنَّطة..!!
(8)
.. في المقابل طقاقة متوسط دخلها الشهري خمسون ألف ريال..!! وفنانة (هشّك بشّك) تجاوز المئة ألف..!!
(9)
.. والأدهى لاعب كرة قدم مؤهله ضعيف جدًا ويتقاضى راتبا شهريا يفوق خمسمئة ألف ريال..!!
(10)
.. ولا أدري كيف أقارن هذا بكسب عرابي القوم (المعلم والطبيب والمهندس) ولا عن الأدباء والشعراء والمثقفين وضحايا رفات العقل..؟!
إنها مفارقات تصيب بالإحباط والانكسار وتنم عن خلل بنيوي قد يقود إلى الهاوية أكثر مما يدفع إلى الأعلى..!!
(11)
.. إنها ذات المفارقة مع لاعب يتفاوضون معه على عقد بقيمة أربعين مليونًا وباحث تعب وهو يبحث عن شقة تناسب مستوى دخله..!!
(12)
.. ما أريد أن أصل إليه هو ضرورة الاتساق بين مستويات الدخول و(كم وكيف) المخرج.
فما بين النهوض والنكوس احتفاء (بالعقل) أو احتفاء (بالدف)..!!