Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحريات العامة في نظر الملك عبدالعزيز

No Image

A A
تعني الحرية أن لك -أيها الإنسان- الخيرة في فعل ما تريده شرط عدم الإضرار بالآخرين، وهي منحة إلهية، تولد مع الإنسان منذ أن يبصر نور الحياة، لتكون قرينة له يستنشق هواءها ويستمتع بعبيرها طول الحياة، بعيدًا عن قيود الرق والإذلال.. ومن واقع النظام الإسلامي الشامل الذي اعتمده الملك عبدالعزيز في مسرح السياسة والحكم لدولته، سعى الملك إلى تكريس كافة أنواع الحريات للإنسان وفقًا لأسس الشريعة دون إفراط أو تفريط؛ بدءًا من تبنى عقيدة التوحيد التي تحرر الإنسان من أسر الشرك بالله وتعظيم غير الله، ومرورًا بباقي فروع هذا المبدأ العظيم؛ كحرية الرأي وحرية السكنى والتفكير والتنقل وغيرها.

وفيما تتأرجح حقوق الملكية الخاصة بين أنياب الأنظمة الاشتراكية والرأسمالية، يتقدم الإسلام بحلول سماوية وسطية غاية في الإتقان، يصفها الملك عبدالعزيز في عبارة لطيفة: «الحرية أن يكون الإنسان حرًا فيما يملك، ولك أن تتصرف في مالك كما تشاء إلاّ ماحرمه ربك عليك، الدِّين لم يحرم علينا أن نلبس لباسًا جميلاً أو نظيفًا.. فالحرية في الإسلام مكفولة إلا ما حرم الله».

يصف الأستاذ عباس محمود العقاد منهج الملك عبدالعزيز في احترام حرية الرأي: «كان عنيدًا مع الأقوياء، متواضعًا مع الضعفاء، ولكنه مع عناده كان يسمع الرأي الآخر، فإذا اقتنع به رجع إليه لأنه اتخذ من الحق والشريعة إمامًا وحكَمًا، وكان يؤمن أن الأقوياء هم الذين يرجعون عن أخطائهم، والضعفاء هم الذين يتمسكون بها».

ويؤكد المؤرخ (آرمسترونغ) أن الملك عبدالعزيز لم يكن مغرورًا يومًا: «كان ابن سعود في مسائل الدِّين يعتمد على آراء العلماء، ولكن في المسائل التي تتعلق بالسياسة؛ فقد يأخذ النصائح التي تتوافق مع الكتاب والسنة، ولا يسمح بالآراء التي يكون فيها خطر على الدولة، لأن الدولة في نظره أمانة أوكل الله له إدارتها، ولم يكن ابن سعود من الذين يعيشون بالأوهام، ولم يداخله الغرور أبدًا».

رحم الله الملك عبدالعزيز وبرّد مرقده وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store