تحلو الرحلات البريَّة في هذه الأجواء الربيعيَّة المنعشة.
زرتُ قبل أيام متنزَّه الملك سلمان في بنبان، وقد سررتُ بما شاهدتُ من تنظيم وعناية، رغم اكتظاظ المكان بالزوَّار إلاَّ أنَّه استوعب الجميع.
ما نحتاجه من أماكن للترفيه لا يعدو عن توفير متنزَّهات فيها مرافق نظيفة، وساحات مفتوحة، وبعض المظلات.
إنَّ من أجمل الأوقات هي التي نقضيها مع الأهل والأحباب، في جلسات السمر، وتمضية الوقت بعيدًا عن صخب الحياة، وسيطرة التقنية.
ولا شيء يُضاهي التجوُّل في البراري، والتَّواصل مع الطبيعة؛ لما له من أثر كبير على تهدئة النفس وراحتها.
الحاجة جدُّ ماسَّة لاستثمار المساحات الشاسعة في داخل المدن، وعلى أطرافها لإنشاء المتنزَّهات الطبيعيَّة، والحدائق العامَّة، وهي لا تكلِّف الدَّولة ميزانيَّة كبيرة، ولا تستغرق وقتًا طويلاً في تنفيذها، كما أنَّها تستوعب إعدادًا هائلةً من المرتادين.
وبفضل الله، هناك العديد من النماذج الترفيهيَّة الناجحة، مثل وادي حنيفة، وحي البجيري، ومتنزَّه الملك عبدالله، ومتنزه سلام، وغيرها منتشرة في أحياء مدينة الرياض المترامية الأطراف، لكن رغم ذلك هناك احتياج للمزيد منها.
مَن يطَّلع على تخطيط المدن الكبرى، مثل نيويورك ولندن وغيرهما، يجد أنَّها تخصِّص مساحاتٍ شاسعةً في وسطها؛ لتكون حدائقَ ومتنزهاتٍ يرتادها الزوَّار، وتكون في الوقت ذاته رئةً تتنفسُ من خلالها المدينة المكتظَّة، وتخفِّف من تلوّثها.
إنَّ بيئتنا الصحراويَّة تحتاج إلى تلطيف، ولا شيء يضاهي التشجير في التخفيف من حرارة الشمس، وصدّ العواصف الرمليَّة التي تجتاح المدن.
مطلب صغير وسهل للمعنيين.. ازرعوا الطرقات والساحات الشاغرة، ومواقف السيارات بأشجار ذات ظل وافر، ولا تستهلك مياهًا، ولا تحتاج إلى مزيد من العناية مثل: السدر، والأثل، وغيرها من أشجار بيئتنا الصحراويَّة.