مازالت الطائف تجذب الكثير بأجوائها الفاتنة ومناظرها الزهيَّة..فهي المصيف الأول، ومدينة التاريخ والحضارة.
وبعد أن كان أهلها يصفقون ويصافحون الجميع، أصبحوا هذه الأيام ينحبون إمَّا على فقد حبيب، أو إصابة صديق.
تتقلَّد الطائف -بكلِ أسى- هذه الفترة منبر الفواجع، ومنصة الأحزان.. مشاجرة طالبات، طعن أساتذة، قتل زوجة وجنينها، تجفُّ دموع لتنسكب أخرى، ويفرح منزل فيحزن الآخر.
أخبار يحزن من أجلها القريب والبعيد، وتحزن الطائف بعينها.. بكل أسف تحزن عروس المصائف على ما أصابها من جفاف، وأصاب بعض ساكنيها من قسوة!
لا تقتلوا الآمال في منطقة نراها جنَّة مملكتنا، لا تجعلوا اسمها مصحوبًا بالتشاؤم والحذر.. ازرعوا فيها ورودًا جديدة، فورودها اليوم باتت مُشربة بالدماء.
أعيدوا الفرح في أحيائها، وأرسموا البسمة في ثغرها.. قبِّلوا جبين عروسكم، فأنتم مدينون لها بأعظم اعتذار...
*
أبيات للشاعر: محمد بن صيّـاح:
«زعلوا الوجه الصبوح.. وضيقوا الصدر الوسيع
وانكسر ساقٍ قوي.. قولوا وش اللي يجبره!
لا باس يالطايف ترانا.. فدوة لـ عينك جميع
لا باس لو بعض البشر.. ما تستحق المقدرة!»..