Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإدارة المدرسية للمصالح الشخصية

No Image

A A
المدرسة مؤسسة عملت بالدرجة الأولى للطالب، ولكن حقيقة الأمر لا نرى هذا الواقع ملموسًا، بل نرى الطالب هو آخر مَن يُعنى فيه في هذه المنشأة، خصوصًا بالنسبة للقائد، وإن أصابت مصلحة للطالب، فهي خدمتها عرضًا.

تلك الأنانيَّة في قطاع التعليم ليست إلاَّ نتاج ثقافة تميّز عالم التعليم عن غيره في مجال خدمات المجتمع، فهي ثقافة متداولة ومترسخة، وذلك بسبب الأنظمة السائدة فيه، التي تفرض بدون النظر إلى القدرات المتاحة مثل القدرات الماليَّة، أو التعليميَّة، أو البشريَّة، أو التقنيَّة، أو الزمنيَّة، وهذا المناخ هو المناخ المطلوب لخلق الأنانيَّة، فقائد المدرسة يطالب بأعمال لا يستطيعها، مع شح الموارد، بالتالي ينتقل هذا الضغط إلى منسوبي المدرسة بشكل عام، سواء الطلاب أو المعلمين أو غيرهم.

وإحدى هذه الثقافات المتولّدة بسبب المناخ التعليمي القشريَّة -على سبيل المثال- الأنشطة المدرسيَّة تعمل لترضي الإشراف التربوي، المطالب بدوره أن يرضي إدارة التعليم بهذه البرامج، وعند عملها آخر ما ينظر إليه الهدف من البرنامج، فيعمل النشاط بأكبر قدر من الإخراج الاستعراضي، وتكاليف ووقت ومال، ورصيد الطالب فيها صفر!! حتَّى الميزانيَّة المدرسيَّة لم تسلم من هذه الثقافة، فهي تصرف لمصالح القائد المهنيَّة، وقد تشمل مصالحه الشخصيَّة، وضغوطه المادية وهذا للأسف واقع مشاهد وملموس!!

ومع النظام الجديد في التقييم ستزيد الأمور سوءًا؛ لأنَّ الإصلاح لم يطل النواة من الأساس، وسيكون هناك أسوأ أنواع الاستغلال والصراع الوظيفي، وهي ثقافة يمتد سرطانها للطالب، وبالتالي عندما يكون موظفًا تصاب القطاعات الأخرى بهذه العلة المريعة.

التعليم العام هو من يلتقط أبناء الوطن منذ نعومة أظافره، وهي التي تربي وتنشئ هذا الجيل الذي سيتحمل مستقبلاً أمانة أعباء مسيرة هذا الوطن، فإذا لم يتلق العناية التامة والاهتمام، فلا تحزن على المخرجات التي تنتجها، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، كما تعلمناها في كتب المطالعة في الماضي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store