حذرت في مقالات سابقة من خطورة مواقع التواصل الاجتماعي وتبعات الإنترنت الخطيرة على الأسرة والمجتمع وطالبت بضرورة رفع الوعي المجتمعي بشأن ذلك إضافة الى أهمية فرض العقوبات وتشديد الإجراءات في مجال أمن المعلومات ..
طغت الأيام الماضية أحاديث الاختراقات الإليكترونية وباتت مشكلة حاضرة أمام الجميع في ظل أن هنالك تحذيرات تنطلق بين حين وآخر ولكنها تتخذ مجال الاحترازية المؤقتة ثم لا تلبث أن تعود.
تحذيرات تصل الى أجهزة الجوال عن وجود عصابات دولية وأخرى تهدد بسحب معلومات الجهاز ونوع يضرب الأجهزة بفايروس وغيرها ..المسألة تحتاج الى دراسة شاملة على مستوى الأجهزة الحكومية من وزارات وغيرها وقد لمسنا في سنوات ماضية اختراق العديد من مواقع الوزارات وقطاعاتها في عدة مناطق عن طريق هاكرز حتى أن معظمهم محليون وآخرون كانوا يوجهون رسائل الى تلك الجهات أن مواقعكم ضعيفة ومعرضة للاختراق وسحب المعلومات وتدمير البنية المعلوماتية فيها في حين أن هنالك العديد من الأشخاص ومن الشخصيات المعروفة قد وقعوا تحت ضربات تلك الهجمات ولم يسلموا منها والبعض فقد معلومات شخصية وآخرون فقدوا معلومات ائتمانية وخاصة وغيرها .
وقد حذرت كثيراً من الحسابات المجهولة أو تلك التي تبث رسائل العداء وتنشر محركات وروابط الفتنة وهي جميعاً تمثل اختراقات وهجمات إليكترونية شرسة متعددة الاتجاهات والأطراف للنيل من الوطن وأيضا تنفيذ مصالحها الشخصية على حساب المجتمع أو الأفراد .
هنالك منصات وسائل تواصل اجتماعي مفتوحة وآلاف المواقع والحسابات التي تقوم بهذه الاعمال وتحرك هذه الحرب السرية الخفية التي لا تقل شراسة وخطورة عن الحرب المعلنة والخطط التي يتم اكتشافها .
أتمنى أن تتنبه الوزارات لذلك وأن تستفيد من التجربة السابقة بعد أن اختُرقت العديد من المواقع ،ولتعلم أنه كلما زادت احتياطات واجراءات الحماية ارتفعت معها خطط الاختراقات ونوع العدو وأساليبه للبحث عن الجديد في هذا العالم المفتوح الخطر.
وعلى كل شخص أن يواجه هذه الهجمات بالوعي وأن يشكل كل فرد في مجتمعه وسيلة توعية وتوجيه حتى يكون الجميع درعاً أمام هذه الهجمات الإليكترونية التي لم تستثنِ أحداً وباتت تشكل وتنوع من أساليبها وخططها وتستهدف الأفراد والمنشآت وتحاول بخبث أن تدخل في حياة الناس بالأكاذيب والاشاعات والتلاعب وأن تبث الخوف ورسائل تتضمن أجندات تستهدف اللحمة الوطنية أو غيرها ووصلت الى الاستحواذ على معلومات الأشخاص الخاصة ضمن مخططات واسعة تقوم بها عصابات منظمة عبر منصات الانترنت المختلفة وذلك لتنفيذ مآربها وخططها ،فعندما تفشل في مهاجمة وزارة أو منشأة احتاطت بسياج يحمي معلوماتها ،وصلت الى حياة الناس الخاصة هادفة منها تنفيذ اجندات لتوظيف مآربها الخاصة حتى لو على حساب الأفراد وبذلك يجب أن تكثف رسائل التوعية في هذا الجانب وأن يظل الجميع محتاطين لمثل هذه الهجمات وأن تشاع ثقافة الحرص والحذر على مستوى كبير حتى تصل لكل جهة ولكل شخص قد تنتهك هذه الهجمات الشرسة حياته الخاصة وتسلب منه خصوصيته.