Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأسبوع الأعظم

No Image

A A
هو الأسبوع الأخير الذي يسبق الاختبارات النهائيَّة من كلِّ فصل دراسي، له أسماء عديدة، أهمُّها «الأسبوع الميّت». والحق أقول إنَّ هذا الأسبوع هو الأعظم من بين أسابيع الدراسة جميعها، ففيه تُضاعف العقوبات على الغياب، وفيه تُقرع أجراس الإنضباط الورقي، وفيه يفرح الطلاب بالذهاب إلى المهرجانات اليوميَّة بالمدرسة، والتي تتخللها فقرات ترفيهيَّة وتقديم الجوائز.

أربعة عشر أسبوعًا دراسيًّا، لا تسأل أو تهتم الوزارة والإدارات التعليميَّة بالطالب.. حضوره وغيابه، إتقانه وإخفاقه، حتَّى مستلزمات تعليمه من كتب ومعلمين وأدوات لا يتم اكتمالها إلاَّ منتصف الفصل، وأحيانًا لا تكتمل.. ولكن حين تُشرق شمس أول يوم في الأسبوع الأعظم، تُجيّش الجيوش، وترسل إدارة التعليم في كلِّ المدارس حاشرين لا يأتونها إلاَّ بنسبة حضور تقارب الكمال، إنْ لم تكن الكمال نفسه!!

طوال العام نتشدَّق بضرورة جعل المدرسة جاذبة للطالب، وتكثر البرامج واللقاءات حتَّى أُصبنا بتخمة تربويَّة، وحين تنطلق صافرة الأسبوع الأعظم يرمي قادة المدارس والمشرفون بكلِّ ذلك وراء ظهورهم، ويبدأ برنامج يا قادة المدارس احضروا الطالب حيًّا، أو ميِّتًا، احضروهم أجسادًا بلا أرواح، وتبدأ عمليَّة جر الطالب إلى المدرسة إمَّا بالترهيب والتهديد بدرجات المواظبة، أو بالترغيب بالبلاي ستيشن، وجوَّالات آخر موديل للمرحلة الابتدائيَّة، أو باستخدام أسلوب الخُبث الدراسي عن طريق تأجيل اختبارتهم العمليَّة، أو اختبارات الفترة.

ما آلمني هذا الفصل هو مشاركة بعض إدارات التعليم في هذه المسرحيَّة الهزليَّة، حيث تجلَّت في توجيه بعض الإدارات بتأخير اختبارات الحاسب والعملي إلى يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الأعظم، ظنًّا منها بأنَّها بذلك ضمنت وجود الطلاب إلى آخر يوم دوام، وتحصل بذلك على جائزة الانضباط من الوزارة.

ياوزارة التعليم إنْ كان هذا الأسبوع هو أيقونة النجاح بالنسبة لكم، وحضور الطالب ضرورة قوميَّة فاحتسبوا الأيام الفعليَّة لحضور الطالب، واجعلوها شرطًا للاجتياز للمرحلة التي تليها، فالطالب يجب عليه حضور 70 يومًا فعليَّة لكلِّ فصل دراسي، وحينها الطالب، وولي أمره سيحرصان على كلِّ الأسابيع، بدلاً عن هذا التجييش لكل كوادر وطاقات الإدارات التعليميَّة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store