Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إعلامنا الرياضي إلى أين؟

No Image

A A
تمثِّلُ أخلاقُ الرياضيين ركيزةً اساسيَّةً في التنافس الشريف، واللعب بمهارة وفن عالٍ يسعد محبِّي ومشجِّعي الفرق الرياضيَّة على اختلاف مستوياتهم وتعدُّد ميولهم.. ويُعتبر الإعلام كمحرِّك للعمل، وناقل للحدث إلاَّ أنَّه تجاوز ذلك، وابتعد عن الحياد، وأصبح صوتًا يمثِّل أنديةً، ويبث الاحتقان، ويرزع التعصُّب الرياضي بشكل غريب، وبعيد عن الإخلاق الرياضيَّة التي تتَّسم بها الرياضة.

الانتماءُ شيءٌ جميلٌ ومحبَّبٌ للنَّفسِ، ويمثِّل هويَّة الإنسان، ولكنَّ الإساءة إلى الآخر غيرُ مقبولة تحت أيِّ بندٍ، وإنْ ادَّعى صاحبُها الهوى والحبَّ والعشقَ، فالمحبُّ لا يزرعُ الكراهية لمحبِّه، ويبث التفرقة، ويلقي الشتائم على الآخرين دون وجه حقٍّ، أو التشكيك فيهم ونزاهتهم.

أخذت البرامج الرياضيَّة في الوقت الحالي دورًا كبيرًا للتشكيك في النَّاس، وأنَّ لهم أهدافًا وميولاً لإعطاء طرف على حساب آخر، والمشكلة الكبرى تتمثَّل في أدلجة عقول الشباب على نظريَّة المؤامرات في ظل مشاهدة ومتابعة كبيرة تحظى بها تلك البرامج الرياضيَّة. فالصراخُ، وإلقاء التُّهم عنوانٌ لكلِّ البرامج الرياضيَّة، والارتجاليَّة طرف الحوارات التي تدور طوال الأسبوع، لا نسمع عن معلومة رياضيَّة تفيد المتابع، أو المشاهد، أو دراسات محليَّة تخدم الرياضة والرياضيين.. فالكثير ممَّن نرى يحلِّلون ويتابعون الحدث الرياضي، ليس لهم تاريخ رياضي، سواء في الممارسة أو الإدارة، ومجرد امتطى ناديًا معيَّنًا، أو عضويَّة شرفيَّة، فالمال وحده لا يجلب الفكر.

الرياضة أخلاقيَّات وقيم، قبل أن تكون تنافسًا شريفًا، ومن واجب المسؤولين إيقاف كلِّ ما يسيء لنا، سواءً في الداخل، أو الخارج من البرامج المسمومة، والتي لا تبثُّ إلاَّ التفرقة، وتزرع الشكَّ دون أنْ يكونَ لها دورٌ فاعلٌ في خدمة الرياضة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store