Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

انفعالٌغيرُ مبرَّرٍ..!

A A
* حَظِيَ مقالِي الاثنين الماضِي بردودِ فعلٍ، كثير منهَا انفعاليّ بامتيازٍ يثيرُ العجبَ..

المقالُ كانَ محورهُ مغالاة بعضِ الأطباءِ الاستشاريينَ في أجورِهِم..

وكيفَ أنَّ ذلكَ يُشكِّلُ عبئًا ثقيلاً على المرضَى..

لكنْ يبدُو أنَّ بعضَ الأحبَّةِ القرَّاءِ لمْ يعجبْهُ ذلكَ..

وهذَا حقٌّ مكفولٌ للجميعِ في الاتِّفاقِ والاختلافِ..

إلاَّ إذَا تحوَّلت المسألةُ إلى شخصنةٍ..

وأربأُ أنْ يكونَ أصحابُ الردودِ مِن هؤلاءِ..

كمَا أتمنَّى أنْ لا يكونُوا من الأطباءِ الاستشاريينَ..

لأنَّ ذلكَ لوْ حدثَ فيعنِي السلامَ علَى مهنةِ الطبِّ..

* فِي أحدِ تلكَ الردودِ، ولمَنْ سَمَّى نفسَهُ «مقبل» يتساءَلُ عن عدمِ كتابتِي عن غلاءِ المهندسينَ، والمدارسِ الخاصَّةِ، ورسومِ الجامعاتِ الأهليَّةِ، وصوالين النساءِ، والولادةِ خارج السعوديَّةِ، وأجورِ المحامينَ، وغيرهَا كثير، ويلومنِي على انتقائيَّةِ الكتابةِ عن الأطباءِ فقطْ لاغير..!

بلْ إنَّه يطلبُ منِّي ومِن الآخرينَ عدمَ الذهابِ للمستشفياتِ الخاصَّةِ إنْ كانتْ أسعارُ أطبائِهَا غاليةً والاكتفاء بالمستشفياتِ الحكوميَّةِ..

* وقارئٌ آخرُ لقَّبَ نفسَهُ بـ»أبوفيصل» يتَّفقُ معَ «مقبل» ويعايرنِي بقولِهِ: «وأنتَ أولاً نبدأُ بكَ كقدوةٍ خاصَّةٍ معَ طقم الأسنانِ الفينيرِ الجميلِ الذِي جعلَ ابتسامتكَ مشرقةً كالشمسِ في لوس أنجلوس وهوليوود»..

ولا أدرِي بحقٍّ مِن أينَ استقَى هذهِ المعلومةَ، فأنَا صحيحٌ درستُ بعضًا من دراساتِي العُليا في جامعةٍ في لوس أنجلوس، لكن ليس لديَّ طقمُ الفينيرِ الجميلِ، وأسنانِي -بحمد الله- طبيعيَّة، عدا بعض الحشواتِ لسوسٍ نخرَهَا.!

* ما وددتُ التأكيدَ عليهِ ومَا أحرصُ عليهِ وسأستمرُّ -بعونِ اللهِ- هو أنَّنا يجبُ أنْ نفرِّقَ بينَ:

الإنسانيَّةِ والمصلحةِ الذاتيَّةِ

وبينَ مهنةِ جوهرهَا الأساس إنسانيّ كالطبِّ..

وبينَ مهنٍ أخرى لهَا طابعٌ تجاريٌّ وماديٌّ..

كمَا أنَّني لمْ أتوانَ عن الكتابةِ وطوالِ أيَّامي الماضيةِ عن الغلاءِ في كلِّ شيءٍ، فهو كارثةٌ على غالبيَّةِ النَّاسِ..

وكونُ مقالِ الاثنين كانَ خاصًّا بالأطباءِ الاستشاريينَ، فهذا لأنَّ كثيرًا منهم، وبكلِّ أسى تحوَّلَ إلى تاجرٍ ورجلِ أعمالٍ.. ولمْ يعدْ للبعدِ الإنسانيِّ في عملِهِ وجودٌ..

وهو مَا يتنافَى معَ جوهرِ المهنةِ..

وأرجُو أنْ لا يثيرَ هذَا مرَّةً أخْرَى أحبَّةً؛ يفقدهُم انفعالُهم الاعترافَ بالحقِّ والانتصارَ لهُ..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store