Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإدارة النسائية بين الطموح والتحديات

No Image

A A
الإدارة فن وأخلاق -كما يُقال- وتتطلَّب أحيانًا تضحيةً وقدرةً على تحمُّل المسؤوليَّة، والصبر والحلم والأناة والهدوء والدبلوماسيَّة والتغاضي، فكلُّ هذه الصفات يجب أن تتوفر لمن يتولَّى أمر جماعة من الناس، وتلك الصفات متى ما توفَّرت في الإداري حتمًا سيكون نموذجًا إداريًّا يُحتذى به، ولكن على الجانب الآخر هناك صفات أخرى يجب أن تتوفر في شخصيَّة الإداري كالحزم والصراحة والقدرة على إدارة الحوارات والاجتماعات، والجرأة والشجاعة والإقدام، باختصار أن يكون السهل الممتنع، هناك شواهد تاريخيَّة تُعتبر نبراسًا في أحكام الإدارة والسياسة؛ كون العمل الإداري يُعتبر بمثابة تطبيق لمبادئ السياسة العامَّة للمؤسَّسة مع الموظَّفين، ومع الجمهور، بل السياسة مع الإنسان نفسه.

يقول غازي القصيبي -رحمه الله- في كتابه (حياة في الإدارة): «هناك ثلاث صفات لا بدَّ من توفُّرها في القائد الإداري الناجح، الأولى صفة عقليَّة خالصة، وهي القدرة على معرفة القرار الصحيح، والصفة الثانية المطلوبة، النفسيَّة وهي القدرة على اتِّخاذ القرار الصحيح، فإذا كانت الحكمة جوهر الصفة الأولى، فالشجاعة هي روح الصفة الثانية، والصفة الثالثة المطلوبة، وهي مزيج من الصفة العقليَّة والصفة النفسيَّة، هي القدرة على تنفيذ القرار الصحيح». ويقول: «الإنسان الذي يعرف نقاط ضعفه، يملك فرصة حقيقيَّة في تحويلها إلى نقاط قوة».

أرى بأنَّ المهمَّة النسائيَّة في الإدارة تبدو أكثر تعقيدًا من ذلك كله؛ نظرًا لحجم التحدِّيات التي تواجه المرأة في مجتمعنا، وتتطلَّب من المرأة بأن تتحلَّى بتلك الصفات. وأُضيف عليها ضرورة أنْ تقرأ، وتقرأ، وتقرأ تجارب مَن سبقها من السيِّدات اللاتي وضعن علامةً بارزةً في حياتهنَّ العمليَّة والإداريَّة، هذا متى ما أرادت التميُّز والنجاح؛ لأنَّ القراءة لابدَّ وأن تفتح آفاقًا جديدة، وتسهم في كسب الحكمة في التعامل مع الآخرين، وتطوير الذات، واكتساب مهارات جديدة، واكتشاف نقاط القوة والضعف، ويبقى الدور على المؤسَّسات التعليميَّة والثقافيَّة لتنظيم ملتقيات وورش عمل، وطرح نماذج قد تساهم في النهوض وتطوير الكوادر الإداريَّة النسائيَّة المميَّزة، وحل الصعوبات والمعوقات التي حالت دون وصول المرأة لتقلُّد مناصبَ مهمَّةٍ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store