Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وسوسة القضايا الجدلية!

No Image

A A
الترقب والاستنكار والسخرية مصير أَيِّ فكرة جديدة تحمل رسالة وسمُوًّا أخلاقِيًّا، هذا ما يحدث فعلاً، قضايا السينما، والمسرح، والصالونات الأدبيَّة، وإشكاليَّة الاختلاط بها، وقيادة المرأة، وعملها.. كفيلة بترسُّبِ وتراكم خرافات؛ يبدو جلِيًّا للعيان أننا صدَّقناها في أعماقنا، ممَّا سبَّب تأخُّرًا عن المُضِيِّ مع الأمم الأخرى، فالثقة المهزوزة المزروعة في شرائح المجتمع -والتي يتم ترميمها من قِبل روَّاد التقاليد والأعراف المهترئة- هِيَ مَا يُؤَلِّبُ الجديدَ والخوفَ من كل طرح يناسب العقول، ويناسب مراحل النهضة الثقافيَّة الحديثة، واتِّساع الرؤية للأمور بكافة أطرها الدينيَّة والفلسفيَّة.

‏‏مع أنَّي ضد مقولة (القضايا التغريبيَّة)، فهذه القضايا التي يتقاذفها الجميع بكافة أيدلوجياتهم وانتماءاتهم الفكريَّة.. ليست إلاَّ محاولة قياس مدى التقبل -فقط-، فالمحافظة على أعرَافٍ وتقالِيدَ بعيدَةٍ كُلَّ البعد عن المسائل الدينيَّة.. هِيَ مَا يُسَيطِرُ على العقليَّة التي ينتهجها الكُلُّ، وقليل من يتمرَّد عليها، وهِيَ مَا يُحَدِّدُ الأطروحات والقضايا التي يَعُدُّهَا الجميع جديدة على مجتمعنا -وأقَلَّ من عاديَّة بالدول المسلمة الأخرى-.

‏‏اختلاف المكان هي الإشكاليَّة والمعضِلةُ الحقيقيَّة في جميع هذه القضايا، وليست في أشخاص بعينِهم، فماهو الدور المنتظر من هيئة الترفيه أمام زخم هذه القضايا التي ينظر لها البعض بنظرة التَّغريب، والبعيدة -كُلَّ البُعد- عن هذا الوصف، الذي صدَّقه البعض، وطار به الكثيرون خلف هذه المسمَّيات العجيبة، والتي لا يتقبلها عقل ناضج.

‏‏انتظار جَسِّ نبض ردَّة فعل المجتمع من خلال مواقع التواصل على كل جديد.. هو ما يضعف ردة الفعل من هيئة الترفيه، وهذا ما سوف ينعكس سَلْبًا إذا ما اتَّخذت الهيئة قراراتها الموكَلَةِ إليها، ومواجهة المثبطين من البداية..هو ما يعتبره المتابِعُ الحَلَّ الصَّائب؛ كيلا تفقد هيئة الترفيه هيبتها، وتصبح سائغة للكل، يحلو لهم التهكُّم عليها وعلى قراراتها أمام هذا الفضاء -الذي جعل أصغر القضايا وأبسطها محور الجدل بين الفينة والأخرى-.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store