تطلعنا وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم بمقاطع فيديو تصور جرائم تحصل من أمام منازلنا وفي شوارعنا ومدارسنا، داخل أسواقنا وفي تجمعاتنا وأفراحنا..
«كاميرا مراقبة في محل تموينات توثق طعن شاب لآخر».
«سيدة تسرق من حقيبة سيدة أخرى في السوق وترصدها كاميرا المحل».
«ضبط أربعة لصوص سرقوا مئتي ألف ريال من متجر».
«الكاميرات تكشف عملية سطو على مؤسسة وسرقة نصف مليون خلال ثلاث دقائق».
«شاب يقود مركبته بتهور واستعراض لمهاراته في القيادة فيرتكب جناية بأحدهم».
«ثلاثة يسطون على رجل من أمام منزله وينهالون عليه بالضرب ليسرقوه».
»محاولة قتل شاب في محل تجاري. تسجيل الفيديو قد يساعد في القبض على الجاني».
«سطو لصين على بقالة في حي النسيم بالرياض.. والكاميرا ترصد ملامح أحدهما».
«شاب كاد أن يهلك الحضور بعد استعراضه بسلاح «كلاشنكوف» في إحدى المناسبات».
«كاميرة مراقبة توثق لحظة اقتحام شاب وقيامه بعملية سطو مسلح على صيدلية في الرياض في وضح النهار».
»شرطة الرياض تطيح بعصابة من سبعة وافدين تسرق أجزاء السيارات الفارهة».
«الإطاحة بخمسة وافدين سطو على محل اتصالات في الرياض».
«فتاة تدق الأبواب في منتصف الليل تدعي أنها هاربة من أهلها، وعندما لم يستجب لها ركبت بسيارة كانت بانتظارها».
«الإطاحة بسبعة وافدين ارتكبوا سطو مسلح بالرياض».
»استشهاد رجل أمن أثناء مداهمة مصنع خمور يديره وافدون بمحايل عسير».
«تنفيذ حكم القتل قصاصا ب(...) لقتله (...) وذلك بطعنه بسكين مما أدى لوفاته إثر خلاف بينهما».
إن مثل تلك الأخبار التي بدأت تتداول بين أفراد مجتمعنا ومن يقطنون فيه، إنما ينذر بكارثة ويدق ناقوس الخطر في مجتمع كان أقصى ما يرتكبه من جرم سرقة مشروب غازي أو قطعة حلوى!..
ترى ما هي الأسباب التي دعت إلى انتشار مثل تلك الممارسات؟..
هل توفر السلاح وامتلاكه جعل ارتكاب الجريمة أمرا سهلا؟..
هل الأفلام وألعاب الفيديو المشحونة بالقتال والجرائم والسرقات جعلت الأمر يبدو كتسلية؟..
هل ضعف الموارد المادية وقلة الفرص الوظيفية جعلت من السرقة سبيل للكسب؟..
هل تراجع دور الأسرة مع قلة التواصل بين أفرادها وانصراف كل منهم لشأنه الخاص، ساهم بضعف غرس القيم والأخلاق؟..
إن الأمر جد خطير لابد من دراسة الأسباب معالجة المشكلة من جذورها..