عنب توت

الله يحيّي الكحل في رمش عينه

ما أظن الكحل يلقى منه فكّة

الصغير اللّي البراءة وسط عينه

ما هو بصاروخ لكن يمكن إكّة

ستّة وعشرين عام الله يعينه

ما تزوّج غير صبر أبيضوعلكة

لم يزل ملبسه متدولب حنينه

مالي الدولاب بمياهه وفُلكه

لم تزل خمرته مختومة دفينة

دون بوسة، دون لمسة، دون مسكة

لا أسد شهوته يخرج من عرينه

لا ولا طيرين صدره تحت ملكه

متعب الناس أجمعين ووالدينه

بين صدق أحمر شفاه وبين هكّه

الزغنطوط الحياوي في يدينه

جيت بأعبر، قال لي: اجلس وتكّه

في تزاحم لحمه وشحمه وزينه

ضعت كني ضعت وسط زحام مكة

ليتني قطرة عرق تشرب جبينه

لا زعل واحترّ من لبسه وفكّه

لو تنفّس صبح جسمه ياسمينه

جا جدار الليل يتعسعس بلِوكّه

ليت لي شوكه وزيتونه وتينه

ليت لي قدّام بيته نُصّ دكّة

يا الصغنّون الحلو يابن اللذينه:

منهدم حصني وجيش الحزن دكّة

قل لجسمك: إني أول معجبينه

قللكعبك: إنّ عطر الورد سكة

فكَّني من طاري الحب وسنينه

يلعن أم الحب وأمأسلاك شبكه

شاعرك ضايع في أسفلت المدينة

جا يفك الباب، جا حظه وصكّه

ممتلي الإحساس نحفان الضغينة

ما يجيد مع البشر كذبة وحبكة

أرضه الأرض السعيدة والحزينة

بيته البيت الذي مبني بـ بكّة

له عنب توت الزهق والفخفخينة

لا رَفَف جفنه ولا يدّه تحكّه