الذي بين إيران وجوارها العربي يحتوي على قائمة طويلة من التجاوزات المتكررة تقوم بها إيران عن عمد ومع سابق الإصرار، وزيارة السيد روحاني الأخيرة لعمان والكويت أتت بعد تحذيرات من الرئيس ترمب بأن الولايات المتحدة تراقب تصرفاتها وأن الكونغرس الأمريكي يدرس فرض عقوبات جدية وتصنيف الحرس الثوري وحزب الله
كمنظمات إرهابية. والشاهد إن «روحاني» يريد استباق أي قرار أمريكي بنوع من «التقية السياسية» لمصالحة شكلية تحت شعار «سوء التفاهم» مع الدول العربية الرافضة لتصرفات إيران العدوانية في المنطقة بما في ذلك السيطرة
على القرار السياسي في العراق وتدمير اليمن وسوريا وشل الحياة السياسية في لبنان. وإيران تعرف ماذا يجب عمله حتى تكون دولة مقبولة وذات علاقات جيدة مع دول الجوار ولكن الغطرسة والرعونة الفارسية تجذبها إلى الوراء
طمعًا في الهيمنة وليس التعايش السلمي مع العرب.
والدول العربية ليس لها أطماع داخل إيران ولكن هذا لا يكفي النزعة الصفوية لأنهم يبحثون عن التوسع من خلال استفزازات متكررة مثل احتلال الجزر الإماراتية ورفض أي
تفاهم بشأنها وآخر أفعالها المرفوضة حرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد التي نتج عنه قطع العلاقات مع المملكة وتضامن دول مجلس التعاون مع قرار المملكة.
مبرر إيران لحرق السفارة أن المملكة نفذت حكم
الإعدام في أشخاص مجرمين بعد محاكمتهم وصدور الحكم الشرعي بحقهم وإيران تقتل بالعشرات ولا أحد يجيِّش الجماهير ضدها كما تفعل ضد السعودية والبحرين
والكويت.وإذا كان «روحاني» المصنف بالاعتدال لا يفهم ذلك فإن الخلل في التفكير الإيراني أعمق من أن يتمكن تمريره على مضيفيه في عمان والكويت تحت عمامة سوء التفاهم وإن مر شيء من ذلك فلن يكون مقبولاً في السعودية
والبحرين والإمارات وقطر على وجه الخصوص.
والرسالة التي يجب أن تقال لروحاني بصراحة: إذا كانت إيران تريد تحسين العلاقات مع دول مجلس التعاون
فعليها إرجاع الجزر الإماراتية والانسحاب من سوريا واليمن والتوقف عن التدخلات في البحرين والكويت والسعودية عن طريق جيوبها الاستخباراتية بواسطة التجييش والتدريب وتهريب الأسلحة لعملائها في المنطقة.وخلاف ذلك
ستبقى الأمور معلقة حتى تطلع علينا إيران بين حين وآخر بتحركات مثيرة للشغب والقلاقل في دول مجلس التعاون.
إن التصعيد من قبل إيران لن يؤدي إلا لجر المنطقة لمزيد من التصعيد المضاد الذي سيلحق أضرارًا جسيمة بإيران
وجيرانها والمستفيد الأكبر إسرائيل التي تدعي إيران إنها ضد أطماعها في المنطقة.لقد كان إيفاد مندوب خاص من الكويت برسالة خاصة لإيران خطوة إيجابية والرد لا يأتي من خلال الالتفاف على النوايا الحسنة بحملة رد فعل
لما أعلنه الرئيس الأمريكي الجديد بأن إيران تحت المراقبة وستظل كذلك حتى تغير من سلوكها العدواني في المنطقة. ومن جانب دول الخليج العربي يجب الإعداد بجدية لإيران وغير إيران للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية
المنجزات التي تحققت خلال العقود الماضية والتي لا يعجب إيران وغيرها من الحاقدين أن تراها في كل دول المجلس وعلى وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية والإمارات.