جَاء ضَيفُنَا «السّنَاب»، فصَار فَاكِهَة الأصحَاب، وسيِّد مَجَالِس الشَّابَّات والشَّبَاب.. ودَعوني أَقل بكُلِّ ارتيَاح: (مَا اجتَمع اثنَان إلاَّ كَان «السّناب» ثَالِثهمَا)..!
يُطلق البَعض عَليَّ جَاحِظ هَذا العَصْر، وهَذه تُهمةٌ أَفتَخرُ بِهَا؛ لأنَّها لَا تَدلُّ عَلَى الاستيلَاء عَلى أَرضٍ عَامَّة، ولَا استبَاحة أَموَال الأُمَّة، بَل هي تُهمة تُلزمني بوَاجِبَات وتَكليفَات، كَانت مِن مَهَام الجَاحِظ أَيَّام عَصره، وأَعني بِهَا تَسجيل وتَدوين مُخترعَات العَصر، وتَوثيق تَفَاعُل النَّاس مَعَهَا، إمَّا بالنَّثر أَو بالشِّعر..!
لقَد زَارني شَيطَانُ الشِّعرِ بَعد أَنْ قَاطعني عِشرين سَنَة، فكَتَبتُ عَلى الفَور هَذه القَصيدَة السّنَابيَّة، التي أَرجو أَنْ تَقرأوها لتَدعموني، فإذَا كَانت نَاجِحَةً، سأَذهَب إلَى مَهرجان «جرش» الفَنِّي، أَمَّا إذَا كَانت رَديئَةً ورَكيكَةً، سأَجلسُ عِند وَالدتي -حَفظهَا الله- وآكُل «الجريش»، والفَرق كَبير بَين «جرش»، و»الجريش»..! لقَد قُلتُ -حَفظَني الله-:
أُسَنِّبُ فِي المَسَاءِ وَفِي الصَّبَاحِ
لِنَشْرِ «ثَقَافَةِ الأَمَلِ» المُتَاحِ
«تُنَادِينِي الحَيَاةُ» نِدَاءَ حُبٍ
فَأَرْكُضُ نَحْوَهَا، وَمَعِي كِفَاحِي
سنَابِي طَائِرٌ يَنْمُو وَيَشْدُو
وَيَحْمِـلُ حُبَّـهُ فَــوْقَ الجَـنَاحِ
سنَابي قِصَّتِي، أَرْشِيفُ عُمْرِي
وَكَمْ فِي العُمْرِ مِنْ قِصَصٍ مِلاَحِ
لِسَانِي فِي سنَابي كُلَّ وقتٍ
يَحُثُّ عَلَى السَّعَادَةِ والفَلاَحِ
ويرْوِي مِنْ عُلُومِ الكَوْنِ فِكْرًا
يُسَهِّلُ دَرْبَ عُشَّاقِ النَّجَاحِ
سنَابي مِنْ حَيَاتِي ثُمَّ مِنْكُمْ
ونَحْنُ مَعًا بِجِـدٍّ أَوْ مُـزَاحِ
بَنَيْتُ مِنَ السّنَابِ جُسُورَ وُدٍّ
لِدَعْمِ «ثَقَافَةِ اللَّهْوِ المُبَاحِ»
سنابي فِيهِ تَارِيخِي وَصَوْتِي
وَأَشْوَاقِي وَحُبِّي وارْتِيَاحِي
سنابي مَصْدَرٌ لِلرِّزْقِ يَأْتِي
إِلى كَفيَّ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي
سنابي مَنْزِلِي، وَالفِكْرُ فِيهِ
أَثَاثِي وامْتِدَادِي وانْفِتَاحِي
أنا السَّنَّابُ، صَوْتِي فِي سنابي
يُعَبِّر عَنْ سُرُورِي وانْشِرَاحِي
سَأَشْكُرُ فِي سنابي كُلَّ شَخْصٍ
دَعَا لِلأُمِّ «صَاحِبَةَ الكِفَاحِ»
سَأَشْكُرُ في سنابي كُلَّ فَرْدٍ
يُرَوِّجُ لِلتَّفَاؤُلِ وَالنَّجَاحِ!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
