إماما الحرمين: انتشار المعاصي والإسراف من أعظم أسباب زوال النعم

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي أن أحداث الكون والحياة والتاريخ وسير الأمم وارتفاعها وانخفاضها، ورغد عيشها وبؤسه، وضيقهِ وبحبوحته وقيام الممالك وزوالها، وازدهار العمران وتخلفِه، كل ذلك يتم ويمضي وفق سننٍ ربانيةٍ صارمةٍ قاطعةٍ والمسلم الذي يفقه هذه السنن العامة والخاصة يعرف كيف تسيرُ أقدار الله ويقفُ على شيء من حكمها وغاياتها وعللها، ويُرزقُ البصيرةَ والطمأنينة والثقة بالله، وينظر في الأحداث بنورٍ من الله، ويَعظم إيمانه بربه لأنه يعلم أن الأمور كلها بأسبابها ومسبباتها ونتائجها ومقدماتها هي بيد الله وحده.

ومضى قائلاً: ومن أضخم السنن الربانية سنة المداولة بين الناس فيوماً رخاء ويوما شدة ويوما نصر ويوما هزيمة ( وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) ومن آثار سنة المداولة هنا أن يظهر الخبيث والمنافق ويتميز عن المؤمن الصادق وتلك سنة التمييز العجيبة وجاء البيان في القرآن والسنة مؤكداً على أن فشو الظلم وغياب العدل وانتشار المعاصي والذنوب والمجاهرة بها والترف والإسراف من أعظم أسباب تغير الأحوال وزوال النعم وفجاءة النقم ونقص العافية والأرزاق وقسوة القلوب وتناكر النفوس وتباغضها وتسليط بعض السلوك على بعض بالقول والفعل

وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام امس «إن السنن الإلهية التي بثها الله في الكون والأنفس والمجتمعات سنن ثابتة مستقرة مطردة لا تتبدل ولا تتحول، وذلك من أعظم صفاتها، سنن شاملة للعالم كله

وأشار إلى أن من سنن الله الثابتة المطردة سننه المتعلقة بنصر دينه وشريعته وأوليائه وحزبه.

وفي المدينة المنورة حذّر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي من تضييع العبد للحقوق الواجبة عليه تجاه ربّه، وتجاه الخلق، مبيناً أن أداء الحقوق الواجبة على العبد، نفعها في أول الأمر وآخره يعود إلى المكلف بالثواب في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى « فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ « وقوله عز وجل «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا».

وبيّن في خطبة الجمعة، أن التقصير في بعض الحقوق الواجبة على المكلف أو تضييعها وتركها بالكلية، يعود ضرره وعقوبته على الإنسان المضيّع للحقوق المشروعة في الدين، لأنه إن ضيّع حقوق رب العالمين فما ضرّ إلا نفسه في الدنيا والآخرة، والله غني عن العالمين، لقوله تعالى «إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ».

وبين أن المكلّف إن ضيّع وترك حقوق الخلق الواجبة، فقد حرم نفسه من الثواب في الدنيا والآخرة، وعرَض نفسه للعقاب.