حُبِّي إليكَ قصيدةٌ تـَتـَرَدَّدُ
والقلبُ في محرابِ حبِّك يُنْشِدُ
فاضَ الحنينُ إلى لقائِك سيِّدي
يا من رسمتَ ليَ الطريقَ تُعبِّدُ
يا من حفظتَ كتابَ ربي مُخلصًا
وأقمتَ في المحرابِ تتلو تسجُدُ
عرفاتُ ربي عندَ حَجِك شاهدٌ
في يومِ جمعة فضلُه يتزايدُ
يبكيكَ محرابُ الصلاةِ بحرقةٍ
وأراهُ يُخفي دمعَه والمسْجدُ
متلفتـًا متسائلاً في حيرةٍ
أينَ الإمامُ وأينَ أينَ «السيـِّدُ»؟
قد كنتَ تسجدُكلَّ يومٍ خمسةً
لكَ عندَ ربـِّـكَ تفتديكَ وتشهدُ
أنا إنْ نَسَيْتُ فلَسْتُ أنسى سَجْدَةً
في الفجرِ تتلو خاشعًا تتهجدُ
نَم يا رفيقَ الذكرِ ذكركُ عاطرٌ
فلكَم تلوتَ من البيانِ تُنضِّـدُ
لكَ في الجنانِ أرائِكٌ ونمارقٌ
وحصاةُ لحدِكَ لو نراهُ زَبَرْجَدُ
لم تبتغِ مالاً ولم تهْوَى الغِنَى
وإليكَ يَسْعَى لو أردتَ العَسْجَدُ
لكنَّ نفسًا قد سَمَتْ فتألَقَتْ
وتواضَعَتْ فأتى إليها السُؤددُ
كمْ قدْ أتَتْنِي في المنامِ بشائرُ
تحكي من الفضلِ العظيمِ فأسعدُ
فلقد رأيتُك في المنامِ بمسجدِ
تُحيي الصلاةَ ونَحنُ خَلْفَكَ سُجَّدُ
علَّمْتَ طلابًا فصاروا حجةً
في كلِّ علمٍ جذوةٌ تتوقدُ
أبتي افتقدتُكَ في الحياةِ وطالما
كنتَ الملاذَ إذِ الشدائدُ ترعدُ
ستظلُّ في قلبي وفي عقلي وفي
روحي فأنتَ ليَ الشعاعُ القائدُ
أسعى على أملِ اللحاقِ بركبِكُم
وجِنَانُ عدن يا إلهي المَوْعِــدُ