Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فن إدارة الأزمات

No Image

أجراس

A A
حلّ وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ضيفاً على دار السلام التي حوّلها ملالي طهران إلى مقابر للموت، ومزارات للطم والبكاء.

الزيارة فجأت وفجعت بيادق المقاومة المتمترسين وراء الشاشات الزرقاء، والكهوف والسراديب المظلمة، بعد أن تسلموا بيان إعلان القصف العشوائي من طهران.

الشباك تلتف حول رقاب الملالـي، والرسائل السرية تتوالـى للخليجيين لفك العقدة، وجولة حسن روحاني المكوكية من عمان إلى الكويت لم تثمر عن شيء فغادر الكويت بدون صدور بيان رسمي من الديوان الأميري، وغياب عن مائدة العشاء التي أعدت له ولمرافقيه، فالخليجيون لن يلدغوا من جحر طهران مرتين.

عاد روحاني لطهران فاستقبله البرلمان الإيراني بحرب عاصفة كان ضحيتها الوزير المنشرح محمد جواد ظريف الذي انهالت عليه سهام الراديكاليين وصيحاتهم بسبب فشل الحكومة في تحقيق اختراق نوعي على مستوى اتفاقية البرنامج النووي واسترضاء الخليجيين الغاضبين من الصلف الإيراني.

الإيرانيون غاضبون من هجمة الجبير، فهم يريدون بقاء العراق تحت الجناح الإيراني، والسعودية قررت تغيير قواعد اللعبة، ومواجهة إيران في عقر دور حلفائها المخلصين، فأطفأت الحريق اللبناني إلى حد كبير، وتسعى اليوم إلى إفهام العراقيين أن استقرار العراق مرتبط بعلاقاته الودية مع أشقائه في الخليج العربي، وإبعاده عن الدوران في الفلك الأسود، وهو ما ترى فيه إيران تجاوزا للخطوط الحمراء.

يحدث هذا مع هجوم مكثف من دول العالم على النظام الإيراني باعتباره مصدرا للإرهاب، وضغوطات سياسية واقتصادية على حلفائه في سوريا ولبنان واليمن، وانفتاح متزايد وتقدير كبير للدور السعودي في ترسيخ السلم الدولي.

والملك سلمان الذي يقود المواجهة مع إيران في كل مكان، يقوم برحلة إلى سبع دول آسيوية وعربية لعقد تحالفات دبلوماسية وتجارية وصناعية تقلق طهران، وتجفف ينابيع إرهابها التي تنشرها في بعض البلاد الإسلامية مثل أندونيسيا.

تغريدة وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري التي أثنى فيها على دور أمريكا في زيارة الجبير قد تكون صحيحة، وليس المراد منها التقليل من أهمية الزيارة بقدر ما يريد منها النقد اللاذع لوزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري الذي يراه مقصرا في عمله.

مصلحة العراق أن يظل عربياً وجودا وقراراً، فارتماؤه في الحضن الإيراني لم ينجب له سوى الدمار والفساد وفرق الموت وحروب الطائفية التي أهلكت البلاد والعباد.

لقد ترك صدام العراق وهو يملك نظاما صحيا وتعليمياً من أفضل الأنظمة في العالم العربي، واليوم أصبح العراق من أكثر بلدان العالم فسادا، وجاذبية للجماعات الإرهابية، وصناعة للمليشيات الطائفية، وقابلية للتفتت الداخلي.

السعودية تراقب الوضع العراقي بدقة، فقد أصبحت المليشيات العراقية مصدر قلق لدول الخليج وعلى رأسها المملكة ذات الامتداد الحدودي الكبير مع العراق، ولن تسمح بنشوء حزب الله جديد على حدودها الشمالية مهما كان الثمن، والذي يجمع بين العراق وأشقائه أكثر من الذي يفرق، والكاسب الوحيد من هذا الجحيم هي إيران التي تقتل العرب من صنعاء إلى حلب وبأيدٍ عربية، وهذا التململ الذي نشهده في الداخل العراقي من إيران وتغولها في العراق يدفع الدبلوماسية السعودية مدعومة بعمقها العربي والإسلامي إلى مد يد العون للأشقاء في العراق وعدم ترك الأرض العراقية نهبا مستباحا لقاسم سليماني وجنوده في قيادات الحشد الشعبي والبرلمان وخمس وعشرين قناة عراقية تبث ثقافة الكراهية، وتعمل ليل نهار على اقتلاع العراق من جذوره العربية. لقد قالها جيفارا: الحق الذي لا يستند إلى قوة تحميه باطل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store