أعلن الاتِّحادُ العربيُّ عن عودة البطولة العربيَّة للأندية للواجهة من جديد، وقدَّم الاتِّحاد العربي كلَّ المغريات لإنجاح هدفه.
فرصد مكافآتٍ مليونيَّةً تتجاوز قيمتها أيَّ بطولة في القارَّة الصفراء، والسمراء كذلك، ولم يتوقَّف هذا العمل عند هذا الحد، بل تمَّ تسويق البطولة، وتشفيرها على قناتين مختصَّتين في هذا المجال؛ لأهداف عديدة، ومنها: تقديم مادَّة إعلاميَّة جذَّابة للمشاهد العربي، واستطاع الاتِّحاد أخذ موافقة أهم وأكبر الأندية العربيَّة من الناحية الجماهيريَّة: الهلال والنصر، وقطبي مصر، وترجي تونس.
لكنّ هناك بعض الإشكاليَّات من احتضان مصر للبطولة، وهي التي تلعب مبارياتها المحليَّة بدون جمهور؛ لدواعٍ أمنيَّة، فكيف تُقام هناك؟! ومسألة غياب الجمهور أمرٌ واردٌ.
المشكلة السابقة ليست ذات أهميَّة للمشكلات التي سوف أقدِّمها لاحقًا، الاتحاد العربي يبحث عن تقديم عمل، ويبحث عن نجاحه أولاً، ولم يُفَكِّر ما مدى الفائدة الفنيَّة للأندية المشاركة؟!.
على صعيد الكرة السعوديَّة: أعتقد بأنَّ المشاركة في هذه البطولات في فترات سابقة كان أمرًا إيجابيًّا؛ لأنَّ الأندية في ذلك الوقت -وأقصد في ذلك آخر عقد من القرن الماضي- لم تكن محترفة 10%، ولقلَّة المشاركات، فكان الدوري هو "كأس خادم الحرمين الشريفين"، والبطولة الآسيويَّة كانت بتنظيم أقل في المدة، وبنظام التجمُّع.
فوجود بطولة إضافيَّة في هذا التوقيت يُعتبر عبئًا على الأندية، وعلى الصعيد الفني. الكلُّ يعرف بأنَّ الأندية السعوديَّة اكتسبت الكثير من الإيجابيَّات، ولم تعد كما كانت في بداياتها عندما كانت البطولة الخليجيَّة مكسبًا فنيًّا ومهمًّا لنا، فعربيًّا الكرة السعوديَّة تعتبر رائدة، فالفائدة ستكون معدومة، وفي أحسن أحوالها أقل من جيدة.
من الناحية النفسيَّة والتنافسيَّة: الكلُّ يعرفُ حجمَ الضغط والحساسيَّة في المواجهات العربيَّة,، فكلُّ هذه الضغوط تنعكس دائمًا سلبًا على الكيانات المشاركة، فعلى سبيل المثال: في حال خسارة النصر، أو الهلال للنهائي ستنعكس هذه النتيجة على الفريق في الاستحقاقات المقبلة، أنا هنا لا أستبق الأحداث، لكن هذه هي عقليتنا وثقافتنا، وتصبح الخسائر "هاشتاق"، وتنتشر مقاطع "التنكيت".
ونقطة الضعف الكبرى: الأندية المميَّزة هي أندية شمال إفريقيا، ونجوم تلك الدول: مصر، وتونس، والجزائر، والمغرب يمثِّلون الأندية الأوروبيَّة، بذلك تأتي أنديتنا بكامل نجومها، والأندية الإفريقيَّة تأتي بعد أن صدَّرت صفوتها للقارة العجوز.
لكي لا أكون متحاملاً، أنا مع المشاركة بهدف أعطي الفرصة لجيل شاب، واكتشاف المواهب,، فمن يعوض الأندية التي تدفع الملايين على نجومها في حالة إصابة لاعب منها؛ بسبب حماقة خصم؟!.
أو تشارك الأندية صاحبة مراكز الوسط في دوري جميل للمحترفين؛ لدعمها، وتعزيز الخبرة لديها.
يجب ألاَّ نتمسَّك ببطولات غير معترف بها دوليًّا إذا أردنا أن نكون محترفين.. ما سبق حقيقة مزعجة.
وللأمانة أستغربُ صمتَ بعضِ مَن كانوا في وقت سابق ينتقدُون مشاركة أنديتنا في تلك البطولات.. ماذا تغيَّر؟!!