المدينة الطبية بعسير.. حلم تحول إلى هيكل مهجور

رغم مرور 5 سنوات على بدء العمل في مدينة الملك فيصل الطبية بمنطقة عسير وبقاء حوالى عامين فقط على انتهاء العمل وفق الخطة الزمنية المعلنة سابقًا، لم تتجاوز نسبة الإنجاز حتى الآن 10 %من المشروع الذي يستهدف خدمة مناطق: عسير وجازان ونجران والباحة، والتي يقدر عدد سكانها حاليًا بقرابة 7 ملايين نسمة، ما جعل العديد من الأهالي يشعرون بالقلق على مصير المشروع الحلم الذي بدأ العمل فيه منذ عام 2012 م، وكان من المفترض تشغيله في المرحلة الأولى مع بداية الربع الأول من العام الحالي 2017م، وتشغيله كليا مع بداية 2019م. وفيما أوضح المتحدث الرسمي لمدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية أن متابعة تنفيذ المشروع مسؤولية وكالة وزارة الصحة للمشاريع، امتنع المتحدث الرسمي للوزارة عن الرد على تعثر المشروع ومصيره.

ورصدت «المدينة» في موقع المشروع هيكلًا خرسانيًا مهجورًا وسط غياب تام لأي حركة أو أعمال بالمكان.

وقال عامر عبدالله: نطالب الجهات المعنية حل المشكلة التي تواجهها مدينة الملك فيصل الطبية وتعثرها وذلك نظرا لحاجة المنطقة الملحة لإنهاء المشروع، مبينا أن المدينة الطبية كانت حلما للأهالي، مشيرًا إلى أن المستشفى الوحيد الذي يعتمد عليه الأهالي في المنطقة هو مستشفى عسير المركزي. وأشار إلى أن هناك اتجاه لتقليص المشروع من 1350 إلى 500 سرير أو أقل من ذلك، وهذا التوجه يتعارض مع ما تحرص عليه قيادتنا الرشيدة والتي تبذل الغالي والنفيس وبسخاء في سبيل التنمية وخدمة المواطن، وأضاف: إنه كان من المفترض استثمار ما يصرف من ملايين الريالات على المحولين للمدن الطبية في المناطق الأخرى من مصاريف وأوامر إركاب في إنهاء المشروع.

وأضاف حسن مخافة: إن من أبرز العقبات أمام توفير الخدمات الصحية في المنطقة هو عدم الانتهاء من مشروع المدينة الطبية التي لم ترى النور إلى الآن حيث أصبح الاعتماد حاليا بالمنطقة على مستشفى يتيم وهو عسير المركزي وسعته ٤٠٠ سرير.

وعلمت «المدينة» بأن اللجنة الطبية بمجلس منطقة عسير بالإضافة إلى لجنة المشروعات المتعثرة التي تم تشكيلها مؤخرا قد تابعت المشروع واجتمعت بمسؤولين قياديين في وزارة الصحة وحصلت على وعود باستكمال المشروع.

«الصحة» لا ترد

تواصلت «المدينة» مع متحدث وزارة الصحة مشعل الربيعان واستفسرت حول تعثر مشروع مدينة الملك فيصل الطبية بمنطقة عسير وحول مصير المشروع إلا أنه لم يتسن الحصول على رد رغم مرور أكثر من أسبوع.

المتحمي: عسير تفتقر للخدمات الصحية الجيدة

أوضح عضو مجلس الشورى عبدالعزيز المتحمي أن الخطأ بدأ بتمركز الخدمات الطبية في العاصمة وافتقار المناطق الأخرى عموما ومنطقة عسير خصوصا للخدمات الصحية الجيدة حيث حذر المتحمي من عملية التهجير المستمرة لأهالي عسير بسبب البحث عن العلاج بالمدن الطبية في المدن الأخرى لندرة التخصصات الصحية في المنطقة.

آل دوسري: الجهة المعنية بمتابعة التنفيذ وكالة المشروعات

أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي لمدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية محمد آل دوسري بأن الجهة المعنية بمتابعة وتنفيذ المشروع وكالة الوزارة للمشاريع والشؤون الهندسية بالصحة؛ مشيرًا إلى أن الإدارة التنفيذية للمدينة سعت إلى استقطاب عدد من الخريجين في المجالات الطبية والصحية وتعمل الآن على تدريبهم وتأهيلهم وذلك عن طريق برامج الإيفاد والابتعاث في عدد من التخصصات؛ وأشار آل دوسري إلى أن عددا منهم يعملون حاليًا من خلال برامج طبية في عدد من مستشفيات المنطقة؛ والبعض يكمل مراحل التدريب والزمالات في عدد من التخصصات الدقيقة؛ فيما فعلت مدينة الملك فيصل الطبية المراكز الاستشارية بالتعاون مع الشؤون الصحية بعسير ومستشفى عسير المركزي؛ والشؤون الصحية بمنطقة جازان ومستشفى الأمير محمد بن ناصر في جازان.

صحة عسير: تحويل 600 حالة للقطاع الخاص و13 ألفًا لـ «التخصصية»

أكد متحدث الشؤون الصحية بمنطقة عسير سعيد النقير أن الحالات التي تم تحويلها إلى القطاع الصحي الخاص بمنطقة عسير بلغت (611) حالة خلال عام 1437هـ، مبينا أن التحويل بسبب عدم توفر أسرة عناية مركزة في المستشفيات الحكومية والمريض يحتاج إلى جهاز تنفسي صناعي إلى جانب عدم توفر أسرة شاغرة للأطفال الخدج في المستشفيات الحكومية.

وأبان أن الحالات التي تم تحويلها من قبل الهيئة العامة بصحة عسير إلى المستشفيات التخصصية خلال 1437هـ بلغت ( 12598 ) حالة وشملت العديد من التخصصات ومنها القلب والأورام وزراعة الكبد والأمراض العصبية وزراعة الكلى والنخاع وزراعة القلب والرئة والأمراض الدموية والمخ والأعصاب وغير ذلك من التخصصات.

مصدر: العمل متوقف منذ عام و«الصحة» قلصت المشروع

أوضح مصدر مطلع لـ «المدينة» أن العمل توقف في المشروع منذ أكثر من عام، وكان من المفترض أن يكون تشغيل المرحلة الأولى المتضمنة 500 سرير في الربع الأول من العام الحالي إلا أن ذلك لم يتم بسبب تعثر المشروع، ولا يوجد أي عمل حاليا على أرض الواقع، وأشار المصدر إلى أن وزارة الصحة رأت مؤخرا أن تقوم بتقليص حجم المشروع بحجة عدم وجود موارد مالية بالرغم من أن ميزانية المشروع تتجاوز 4.2 مليار ريال ولم يصرف منها إلى الآن سوى 700 مليون، مبينا أنه تم تنفيذ 10 %فقط من العمل.