Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أدوار الوالدين التربوية مع الأبناء

No Image

A A
إنَّ أهمَّ المبادئ الإرشاديَّة التي يمكن أنْ تتَّخذها الأسرة في وقاية سلامة الأبناء من السلوكيَّات الخاطئة، أثناء التعامل مع الآخرين، أو في مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ، وتحفيزهم ذاتيًّا على المبادرة، وتحمُّل المسؤوليَّة، وإحسان التصرُّف، وتعديل السلوك هو: التعامل المنفتح والمتفهِّم الصريح مع الأبناء داخل الأسرة، بحيث يشعرون بالارتياح في الحديث مع الأب، أو الأم كعادة يوميَّة لهم، حول أيِّ موقف قد يواجههم في تفاعلاتهم اليوميَّة، أو من خلال أنشطتهم الترفيهيَّة بألعاب الفيديو.. وغيرها، أو مداخلاتهم مع الآخرين والأقران المحيطين بهم، أو ما قد يعرض عليهم في وسائل الإعلام المختلفة.

إنَّ اعتياد الأبناء على استعمال حوادثهم اليوميَّة مادةً قصصيَّةً يتفاعلُون ويسامرُون بها مع الأب والأم وأعضاء الأسرة الآخرين، وعدم لوم الأسرة لهم على أخطاء، أو سهو سلوكي ارتكبه الأبناء خلالها، بل التشاور والتوجيه لسلوك أفضل في مواقف مشابهة لاحقة، يجنِّبهم مع الأسرة كثيرًا من محاولات ومناورات «المراقبة البوليسيَّة»، ثمَّ لعبة «القط والفأر» التي قد يلجأ إليها الأبناء عند التشدُّد الزائد من الأسرة، وفرض الرقابة الصارمة على تحرُّكاتهم مهما كانت بسيطة، أو لا تستحق أحيانًا.

ليس أخطر على نمو الأبناء وعذاباتهم النفسيَّة، وشعورهم بالضياع والتشتُّت، وفقدان الهدف والصواب، ثمَّ تفاقم المشكلات المتنوِّعة لديهم وانحرافهم: من سوء الأسرة الممزقة نفسيًّا واجتماعيًّا بالنزاعات، أو الشجارات والمصادمات اليوميَّة، أو بانفصال الوالدين، فتتحوَّل الأسرة إلى نصف أسرة في الواقع بمعيل واحد: هو الأب، أو الأم، أو الجد، بكلِّ ما يتطلَّب ذلك من هموم نفسيَّة واجتماعيَّة واقتصاديَّة وإداريَّة وتربويَّة يوميَّة.

ومن هنا على الوالدين في أدوارهم التربويَّة اليوميَّة مع أبنائهم أن يدركوا تنوُّع طرائقهم وتعاملاتهم في المواقف المختلفة، وأن لا يقتصروا على أسلوب محدد وثابت، وإلاَّ فإنَّ الأبناء سيُكونون سترًا وجدرًا، ووسائل دفاعيَّة نفسيَّة يستطيعون من خلالها أن يحدُّوا ويقلِّلوا من تأثير الآباء خصوصًا فيما يرونه غير مستساغ في شخصيَّات الآباء، كالحزم، وكثرة النصح، وتقييد الحرِّيات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store